بديعة الراضي

avatar

الهاربان أمام أنظار إقامة ملك

يبدو أن بعضهم اعتاد سرقة معاناتنا للمتاجرة بها خارج الحدود، موظفين جوعنا وعطشنا ورداءة سكننا وقلة صحتنا وكارثة تعليمنا، ومن هذا الكل الذي خضنا فيه معارك داخل أوطاننا ومازلنا نأخذ المعركة باسم المواطنة والدفاع عن تفعيل مضامين دستورنا أو ثورثنا التي حققناها بالانتقالات منذ الستينات إلى اليوم مات فيها مناضلونا واختفى بعضهم وآخرون قضوا عمرهم في زنازين دون أرقام، أو بأرقام محددة، يحضرني منها أرقام كتب فيها رفاقنا وإخواننا عشقهم للوطن غير آبهين بزهرة أعمارهم ولا الزمن الذي تهجره الشمس ليحل فيه الظلام وهم يبحثون عن ورق وحبر وشمعة من حارس استيقظ ضميره، لكتابة تاريخ حققنا فيه انتصارنا رغم كل الألم الذي يعصر قلوبنا ويعلقنا من أمعائنا ونحن نرى اليوم في حكومتنا من "يتبورد"على أجساد تئن من تحت قدميه في التراب الذي ينطق حقيقة معلقة في مشنقة المجهول .

وهؤلاء المتاجرين فينا بامتياز الذين وضعوا أرجلهم في الضفة الأخرى، مستعملين لغة"حقوق الإنسان"، ومفرغين الحقوق الإنسانية من نبلها وسموها لينزلوها أسفل سافلين ،وهم سكارى بربيعهم العربي الذي اعتقدوا فيه أنه سيكون إسقاطا على وطننا، فتفننوا في رسم الخرائط، ووضعوا على رأس تنظيمهم أسماء و هيئوا نشيدهم، وأصواتهم للتسجيل في الاستوديوهات، تلك التي أقيمت في شمال المتوسط على حساب قوتنا ورغيفنا، مدندنين " بالأحمر سميناه بالأزرق سميناه". وحجوا كل صباح فرادى إلى مكاتبهم الفاخرة متفقدين سجل أسماء منظمتهم، متداولين في خفة كلماتها على آذاننا، ولما لا أن تكون هذه المنظمة في ركب الربيع الذي أفقدهم صوابهم حتى اعتقدوا أنهم على العرش جالسين، وأن الشعب سيخرج عن بكرة أبيه مناديا بجلوسهم في مواقع قيادتنا، طالبين من القنوات المعلومة أن تهيئ لهم السيناريو والديكور لأن إسقاط " الديكتاتور" بات قريبا وأن خمسة مليون من شعبنا خارج الحدود سيحج إلى إقامة ملكنا الشاب بفرنسا منددين بوهم في أدمغة الهاربين، وهو الملك الشاب ذهب إلى هناك في مهمة من أجل بلادنا ومن أجل استقرارنا بعدما استعصى على حكومة القهر في بلادنا ممارسة الدبلوماسية كما دافعنا عن ذلك في دستورنا.

واعتقد الهاربان من العدالة في ملفات الفساد الكبير أنهما سيحتفلان فور تحقيق وفقتهم الجماهيرية الشعبية بسقوط المملكة في وحل بني مجتمعه ومستقبله في مخيلتهما حتى اعتقد زكريا المومني ومعه القبطان أن يوم خروجهما لوقفة ضد الملك في بلاد الحرية والمساواة ستكون تتويجا لنجاح خرائطهم الخريفية وأنهما سيحملان على الأكتاف مباشرة الى كرسي العرش بالرباط ومعهم الجالس في قاعة الانتظار الابدية.

لم يجدا الحالمين بالمنحدر نحو الهاوية إلا بعوضا هاربا من نظافة باريس، محتجا على كثرة الشركات الفرنسية التي أنتجت مادته بكثرة، وبمختلف المسميات حتى أصبح عرضه أكثر من طلبه،

ولم ينتبه هؤلاء إلى المهزلة التي وقعا فيها، حتى أن نعيقهما رد إلى آذانهما في الوقفة اليتيمة أمام إقامة الملك محمد السادس بفرنسا، وذهبت تعبئتهما التي دفعا من أجلها ما سرقوه من جيوبنا صحبة من وراءهم مختفيا تحسبا للمهزلة .

ولهذانقول للمختفي وومعه الظاهرين في صور وزعت على مواقع التواصل الاجتماعي بتهكم كبير، أنك تخطيء مرة أخرى الموعد مع التاريخ، وعاش المغرب بدستوره الذي كمم الأفواه ووضعنا في سكة مغرب الغد بمؤسساته القوية في ظل ملكية دستورية، ديمقراطية، برلمانية واجتماعية.









0 تعليق ل الهاربان أمام أنظار إقامة ملك

أضف تعليق

البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور