هل فشلت مجَالس الملك محمد السادس في الصحراء والهجرة؟
زنقة 20 . ألف بوست
بدأت بعض المجالس التي جرى استحداثها خلال السنوات الأخيرة لمعالجة ملفات استراتيجية بالنسبة للمغرب مثل الهجرة والصحراء المغربية تؤول الى الفشل ولا تلعب الدور الذي استحدثت من أجله، ويجري ذلك في غياب تفسيرات من السلطات مقابل ارتفاع انتقادات حادة صادرة عن فاعلين سابقين في هذه المجالس.
ومن ضمن المجالس الرئيسية التي جرى استحداثها وحظيت باهتمام ملكي ومختلف الحكومات المتناوبة على الحكم، يوجد مجلس الجالية المغربية في الخارج والمجلس الملكي الاستشاري للشؤون االصحراوية "كوركاس". وجاءت هذه المجالس رغم وجود هيئات أخرى موازية مثل وزارة الهجرة فيما يخص الجالية المغربية ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ، وكان الخطاب المرافق إنشاء هذه المجالس هو ما تشكله من قيمة سياسية ومؤسساتية للقطاعات التي تصنفها الدولة المغربية بالاستراتيجية وذات الأولوية وجاء ذكرها في خطابات متعددة للملك محمد السادس وفي مختلف التصريحات الحكومية أمام البرلمان.
وبعد مرور سنوات على وجود هذه المؤسسات والمجالس تبرز كل حصيلة تقييمية أنها لم تساهم في تطوير هذه الاقطاعات الاستراتيجية بل حملت في بعض الأحيان انعكاسات سلبية للغاية.
وعلاقة بالهجرة، فقد وجه الناشط الحقوقي عبدو المنبهي من هولندا منذ يومين وعبرد إذاعة هولنا الدولية وهو عضو مجلس الجالية المغربية رسالة مباشرة الى الملك محمد السادس يدعوه الى تحمل المسؤولية فيما آلت إليه ما وصفه الأوضاع المقلقة للغاية لمجلس الجالية المغربية في الخارج من تجميد لأنشطته التي ينص عليها القانون والشبهات التي تدور حول مالية المجلس.
وعلاقة بمجلس "الكوركاس"، فقد كلف الملك محمد السادس رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شكيب بنموسى بوضع مخطط لتطوير الصحراء على أساس أن الصحراء ملف استراتيجي للمغرب، والمثير هو أن هذا التكليف يأتي بالتزامن مع تهميش مجلس الكوركاس في المبادرة الجديدة. ويردد الكثير من المراقبين لماذا يجري تهميش هذه الهيئة التي جرى تنصيبها منذ سنوات وسط "عرس سياسي" وجرى تقديمها وكأنها الخلاص والحل في نزاع الصحراء.
وتكشف كل عملية جرد ودراسة للمجلسين عن فشل ذريع نتيجة عاملين رئيسيين، الأول وهو منطق التعيين الذي خضع لاختيار من سيعلن عن أعلى درجات الولاء للمؤسسة الملكية بغض النظر عن الخبرة والتكوين والغيرة الوطنية، والثاني هو غياب رؤية استراتيجية للعمل يعتمدها المجلسين.
وضمن رصد النتائج، يكشف الواقع هو تراجع المهاجرين المغاربة عن الانخراط في الكثير من مشاريع الدولة المغربية ومن أبرز العناوين لذلك هو تحرك البوليساريو القوي في دول الاتحاد الأوروبي وسط صمت الجالية المغربيةتظاهرة كل سنتين تقف وراءها سفارة في هذا البلد أو ذاك، وهنا يتم طرح سؤال عريض: أين مجلس الجالية من ملف الصحراء؟ وأصبحت الأخبار المتعلقة بالمجلس هي أخبار برمجة مهرجانات وأخبار حول اختلاسات مالية. وعلاقة بالصحراء، ينتج عن تهميش الكوركاس الذي لم يلعب في اي يوم أي دور رد فعل قوي من طرف زعماء الصحراويين الذين يطالبون الدولة الآن بتوضيح مصير ملايير الدراهم التي يفترض أنها صرفت في الصحراء ويقاطعون مبادرة شكيب بنموسى.
وعلى ضوء النتائج المخيبة للآمال في مجلسي الهجرة والكوركاس، يبقى التساؤل، هل فشلت المجالس التي استحدثها الملك محمد السادس في قطاعات استراتيجية؟ من ضمن الأجوبة التي حصلت عليها ألف بوست والمقالات التي نشرت في الكثير من المناسبات خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فالمحيط الملكي يتحمل مسؤوليته الكاملة في هذه المجالس بحكم إشراف هذا المحيط رفقة المؤسسة الملكية على المجالس، والثاني هو أن سبب الفشل يعود الى غياب المحاسبة وغياب الرؤية الاستراتيجية.