التدخل العسكري في مالي، حرب على الإرهاب أم احتلال مقنع؟


 

زنقة 20

بـقـلـم: وداد ملحاف

بعد التدخل العسكري للناتو في ليبيا والإطاحة بنظام القذافي، كثر الحديث عن امتلاك تيارات لأسلحة في منطقة الساحل خصوصا الطوارق وكذا الإسلاميين المتشددين، وتعالت الأصوات المطالبة بانفصال منطقة الأزواد بعد رفض طلب الحكم الذاتي من قبل النظام المالي. لتبدأ من جهة أخرى معركة جديدة لأشهر المجموعات الإسلامية بمنطقة الأزواد وهي جماعة "أنصار الدين" بتطبيق وفرض حدود الشريعة الإسلامية على سكان المنطقة على كل من ثبت مخالفته لها.

في الوضع الاقتصادي الصعب الذي أثر على شعبية الرئيس الفرنسي والذي ينبئ بأزمة اجتماعية داخلية سيكون لها صدى في المنطقة الأوربية كما يؤكد ذلك توقع لأشهر المجلات الاقتصادية في العالم 
في المغرب، تباينت الآراء بين موقف الحكومة المؤيد لهذا التدخل فقد أكد وزير الداخلية محند العنصر خلال ندوة صحفية لوزراء داخلية أربع دول غرب البحر الأبيض المتوسط أن "التدخل العسكري الفرنسي في مالي، لا يجانب الصواب، ويحترم الوحدة الترابية لمالي، والقوات الإفريقية تنتشر في مالي لمنع انهيار الدولة المالية"، كما قال يوسف العمراني الوزير المنتدب لدى الخارجية المغربية على هامش مشاركته في اجتماع رفيع المستوى بمجلس الأمن حول موضوع "مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب" إن "المغرب يعبر عن تضامنه مع مالي من أجل عودة النظام الدستوري واحترام المعايير الأساسية التي تتمثل في احترام وحدته الترابية واستقلاله في مواجهة هذه الحركات الانفصالية التي تهدد السلم والأمن ليس فقط في منطقة الساحل بل تتعداها إلى المغرب العربي والخارج"، مع غياب أي موقف رسمي من طرف وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني حول تأييد أو رفض الحرب في مالي.

وأدان شيوخ السلفية بالمغرب التدخل الفرنسي في مالي معتبرين إياه "حربا صليبية" فقد اعتبر 'السلفيون، "الصليبيون" و"المستضعفون' عن عدم موافقته على التدخل العسكري الأجنبي لكن في نفس الوقت قال في رد على مواقف شيوخ السلفية إن ' "الموقف الشرعي" الذي يزعم السلفيون المغاربة أنهم ينطلقون منه كان ينبغي أن ينظر أولا في المناكر والفضائح والجرائم التي ارتكبها مجانين الوهابية العمياء في مالي، في حق النساء والمثقفين والفنانين والممتلكات المادية والرمزية، وليس مناصرة الإرهاب والتظاهر بالاعتدال الكاذب."

كل هذه مواقف سترخي بظلالها على فترة ما بعد وضع الحرب أوزارها بمالي، لتوضح صواب أم خطأ التدخل الفرنسي بمباركة إقليمية، ليتشكل الفرز بين الاختيار السيء والأسوء في مواجهة خطر الإرهاب بالمنطقة.

 









0 تعليق ل التدخل العسكري في مالي، حرب على الإرهاب أم احتلال مقنع؟

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور