محمد السادس ينتقد الثورات العربية و يعتبرها أفرزت مناخاً مُعقداً
زنقة 20 . و.أ.ب
قال العاهل المغربي الملك محمد السادس ان التطورات التي أسست لعهد جديد على درب الانتقال الديمقراطي في بعض البلدان العربية أفرزت مناخا أمنيا وسياسيا واجتماعيا معقدا , يتسم بالاضطراب المقلق مع ما يواكب ذلك من تداعيات سلبية على الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي.
وأكد الملك محمد السادس في كلمة وجهها الى اجتماع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة "اسكوا" الذي بدأ اليوم بالرباط ، أن احتضان المغرب لهذا الاجتماع الذي يعقد تحت عنوان " التحديات الاقتصادية في الامد القصير للتحول الديمقراطي " يعد أفضل تعبير عن تضامنه المطلق مع الدول العربية، التي تعيش التحولات السياسية، بتوق شعوبها إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية , وهو الأمر الذي يستدعي مساعدة تلك الدول في جهودها لاستكمال مسار الانتقال السياسي، ورفع التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها".
وأوضح العاهل المغربي في كلمته التي ألقها وزير الدولة المغربي السيد عبد الله باها ، أن هذا الاجتماع يكتسي أهمية خاصة كونه ينعقد في ظل ظرفية إقليمية ودولية دقيقة, تتميز على الخصوص بالتحولات السياسية العميقة والمتسارعة التي تشهدها بعض الدول العربية, فضلا عن الانعكاسات السلبية للأزمة المالية العالمية على أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية ، وأوضح ان تعزيز العمل العربي المشترك لن يتأتى إلا من خلال بلورة وتفعيل برامج واقعية للتعاون الملموس بين الدول العربية وبناء قوة اقتصادية قومية على قواعد راسخة من التضامن والتكامل والاندماج واستثمار المؤهلات البشرية والطبيعية للبلدان العربية باعتبار ذلك خير وسيلة للدفاع عن قضاياها العادلة والاستجابة للتطلعات المشروعة لشعوبها بما يمكن الإنسان العربي من مقومات العيش الحر الكريم.
وشدد على التزام بلاده بتفعيل الاتحاد المغاربي باعتباره مطلبا حيويا لكافة الشعوب المغاربية وضرورة استراتيجية وأمنية وتنموية ملحة بل وحتمية اقتصادية يفرضها عصر التكتلات القوية الذي لا يؤمن بالكيانات الهشة أو المصطنعة.
واعرب عن تطلع بلاده لإقامة النظام المغاربي الجديد لتجاوز الأطروحات العقيمة والعوائق الذاتية والموضوعية والعمل بصدق ونية وفي مناخ من الثقة والحوار وحسن الجوار على بلورة آليات للتضامن والتكامل والاندماج بما يجعل من اتحادنا قاطرة للتنمية المغاربية الشاملة وركيزة أساسية للعمل العربي المشترك وعاملا على تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء والاندماج الإفريقي.
كما عبر العاهل المغربي عن اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بدول مجلس التعاون الخليجي ، "تجسيدا للروابط الوثيقة والمصالح الاستراتيجية معها والتي نحرص بمعية أشقائنا قادة هذه الدول على إثرائها والارتقاء بها إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات".
ويتناول الاجتماع محورين أساسيين هما "التحول من الأوتوقراطية إلى الديمقراطية: أصوات الأكثرية وقرارات الأقلية"؛ و"الدعم الخارجي والحفاظ على السيادة الوطنية: سبل اجتياز حقل الألغام".
ويختتم الاجتماع بحلقة حوار يناقش المتحدّثون رؤيتهم الطويلة الأجل بالنسبة لبلدانهم فيما تمر بمرحلة انتقالية نحو الحكم الديمقراطي، ويعرضون الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المثلى التي تخدم هذه الرؤية , وفي هذا الإطار سيتمّ التباحث في الفرص والعقبات التي قد تحول دون تحقيق عالم عربي ديمقراطي خلال هذا العقد وأثر السياق الإقليمي ودور التعاون والتكامل الإقليميين في هذه العملية.
تجدر الإشارة إلى أن الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمسة التابعة للأمم المتحدة وهي توفر إطاراً لصياغة السياسات القطاعية للبلدان الأعضاء ومواءمتها، ومنبراً للالتقاء والتنسيق، وبيتاً للخبرات والمعرفة، ومرصداً للمعلومات ، وتهدف إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي.
وقد انضمّت كل من تونس وليبيا والمغرب إلى عضوية الإسكوا في شهر سبتمبر الماضي ليصبح عدد أعضاء اللجنة 17 ، بالإضافة إلى مملكة البحرين والأردن ، والإمارات العربية المتحدة، وسورية، والسودان، والعراق، وسلطنة عُمان، وفلسطين، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر ، والمملكة العربية السعودية، واليمن.