إغتيال المعارض التونسي العنيد "شكري".. كيف اغتيل؟ ومن يكون؟ وما هي مواقفه السياسية؟
زنقة 20
يعد المعارض السياسي التونسي الراحل ٬ شكري بلعيد ٬ الذي اغتيل صباح اليوم الأربعاء٬ على يد مسلحين مجهولين أمام منزله بالعاصمة التونسية٬ من بين الشخصيات اليسارية المعارضة المعروفة بمواقفها السياسية الراديكالية.
كما عرف الراحل المولود سنة 1964 بأحد أحياء العاصمة٬ بمعارضته الشرسة لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وبعد الثورة للائتلاف الثلاثي الحاكم حاليا في تونس بقيادة حزب حركة النهضة ذات الاتجاه الاسلامي.
وكان الراحل٬ الحائز على الإجازة في الحقوق من العراق قبل أن يواصل تعليمه بفرنسا٬ يحتل منصب أمين عام حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" (يسار) والعضو القيادي في الجبهة الشعبية التي تضم مجموعة من الأحزاب اليسارية والقومية والبعثية في تونس.
وقد عرف شكري بلعيد بنضاله السياسي والحقوقي والنقابي خلال الأحداث التي شهدتها تونس سنة 2008 في ما عرف بأحداث "الحوض المنجمي" بولاية قفصة ٬ جنوب وسط تونس ٬ حيث جرت مواجهات دامية بين قوات الأمن والعاملين بمناجم الفوسفاط بالمنطقة.
وبعد الثورة انضم بلعيد إلى "الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي"٬ التي توافقت الأطراف السياسية على تشكيلها لتحضير الانتقال السياسي في البلاد .
كما شغل منصب الناطق الرسمي للتيار الوطني الديمقراطي المعارض الذي حصل على ترخيص قانوني في مارس 2011 قبل أن يصبح في أبريل من نفس السنة أمينا عاما لحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد".
وبهذه الصفة شارك بلعيد مع قوى اليسار والقوميين في تشكيل الجبهة الشعبية التى تأسست في غشت من السنة الماضية وتضم 12 حزبا ٬ وكان يشغل مهمة المنسق العام بها.
وعرف شكري بلعيد المحامي ٬ إلى جانب عمله السياسي والحقوقي ٬ بنضاله النقابي وبدفاعه عن الطبقات الضعيفة والمناطق المحرومة التي تعانى من البطالة والتهميش ٬ كما اشتهر بتصريحاته النارية الجريئة المنتقدة للحكومة.
وفي هذا السياق٬ وجه في عدة مناسبات انتقادا شديدا لطريقة تعاطي الحكومة مع ظاهرة العنف السياسي٬ خاصة مع تيار السلفية الجهادية ولجان حماية الثورة ٬ كان آخرها أمس الثلاثاء٬ في ندوة بالعاصمة حيث اتهم حركة النهضة ووزارة الداخلية٬ التي يتولى حقيبتها القيادي في الحركة ٬ علي العريض٬ بما وصفه "محاولات تفكيك الدولة وتأسيس ميليشيات لارهاب المواطنين وإدخال البلاد في دوامة العنف "٬ في إشارة إلى لجان حماية الثورة التي تعتبرها المعارضة تابعة للحركة ومسؤولة عن أعمال العنف في البلاد.