القصة الكاملة لمغربي إنقلب حلمه بالفوز بـ 600 مليون إلى كابوس طيلة حياته
عندما شارك أحمد علاي في إحدى مسابقات ألعاب الرهان في فرنسا، لم يكن يفكر في الفوز، وعندما علم أنه شارك بالأرقام الفائزة في السحب، لم يخطر بباله أيضا أن تلك ستكون بداية رحلة طويلة في قلب الجحيم ستتمزق بسببه أسرته الصغيرة وسيقضي بسببها سنوات في السجن دون أن يتمكن من رد الاعتبار لنفسه.
تعود أطوار هذه الحكاية إلى سنة 1985، حيث كان علاي يحضر أطروحته بمدرسة المعادن بنانسي، ويشتغل في نفس الوقت مدرسا لمادة الفيزياء والكيمياء مقابل أجر ضمن له الاستقرار المادي والعائلي رفقة زوجته وابنهما. وحسب ما أوردته صحيفة «لوباريسيان»، فإن حياة علاي ستتخذ منعرجا آخر في أحد أيام شهر مارس 1985 عندما وطأت فيه قدماه أحد محلات بيع التبغ، وقرر المشاركة في إحدى مسابقات الرهان، فبعد بضع ساعات من إيداعه بطاقة المشاركة، اكتشف في إحدى الجرائد أن الأرقام الستة التي دونها في بطاقة المشاركة هي نفسها الأرقام الفائزة في السحب، وبالتالي فإن الجائزة التي تبلغ قيمتها أكثر من 600 مليون سنتيم ستكون من نصيبه. فتوجه إلى المحل الذي شارك فيه وقدم بطاقته الفائزة، غير أن سيواجه برد صاحب المحل الذي أخبره بأنه لم يتم إخباره بوجود أي فائز، قبل أن يخبره في وقت لاحق بأن «الشركة الوطنية الفرنسية لألعاب الرهان» لم تسجل فوزه، وعندما قدم علاي بطاقة مشاركته، اقترحت عليه الشركة منحه تعويضا بقيمة البطاقة، وهو الاقتراح الذي لم يقبله علاي.
قرر علاي رفع دعوة على الشركة الفرنسية، لكنه سيفاجأ بأنه سيتحول من مطالب بالحق إلى متهم بتزوير بطاقة المشاركة. ورغم أن المحكمة التصحيحية قضت بإخلاء سبيله لفائدة الشك، إلا أن محكمة الاستئناف أدانته ستة أشهر بعد ذلك وحكمت عليه بالسجن سنة ونصف. وبما أن المصائب لا تأتي فرادى، فقد قررت زوجته التخلي عنه وبالتالي لتنتهي علاقتهما بالطلاق.
في سنة الواحدة والستين، يعيش علاي حاليا في فرسنا معتمدا على المساعدات الاجتماعية لتلبية حاجيات زوجته الجديدة وأبنائه الثلاثة. ورغم أنه طالب في أربع مناسبات بمراجعة قضيته وإثبات براءته لاستعادة جزء من كرامته، إلا أن محاولاته باءت كلها بالفشل.
عـن الاتحَاد الإشتراكي