ساحل العاج تدعم وحدة المغرب الترابية وتعتبر «نزاع الصحراء يشكّل تهديداً لوحدة المنطقة وأمنها»
زنقة 20 . وكالات
أكد المغرب وشاطئ العاج (الكوت ديفوار) أن استمرار نزاع الصحراء «يشكّل تهديداً لوحدة المنطقة وأمنها». ووصف بيان صدر في اختتام زيارة رسمية يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى أبيدجان في إطار جولة شملت السنغال ثم الغابون، النزاع حول الصحراء بأنه «عائق أمام دمج إقليمي يتماشى وتطلعات الشعوب الأفريقية».
وجدد رئيس شاطئ العاج الحسن وتارا دعم بلاده خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل سياسي لإنهاء النزاع، كونه الحل الأمثل. وقال العاهل المغربي في خطاب رسمي أثناء مأدبة عشاء أن الدول المغاربية وبلدان أفريقيا الغربية والساحل وتلك المطلة على الأطلسي «تشكّل منطقة شاسعة، ذات ارتباطات قوية ومتداخلة وتكامل حقيقي»، معبّراً عن الأمل في تعميق المشاورات السياسية التي تهم الأمن والاستقرار الجماعي.
وذكرت مصادر رسمية أن محادثات العاهل المغربي والرئيس وتارا عرضت إلى الأوضاع في منطقة الساحل وأزمة مالي وجهود المصالحة في شاطئ العاج وقضايا التعاون الثنائي. وتزامنت الجولة الأفريقية للملك محمد السادس مع بدء الموفد الدولي كريستوفر روس زيارة للمنطقة يُعتقد أنها ستبحث في سبل استئناف المفاوضات المباشرة العالقة منذ سنوات.
واجتمع روس أمس إلى رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران ووزير الخارجية سعدالدين العثماني. وقد عرض الجانبان آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، بخاصة تنامي عدم الاستقرار بمنطقة الساحل. واعتبر بيان لرئاسة الحكومة أن الوضع في منطقة الساحل والصحراء «يطرح بإلحاح أكبر ضرورة إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمغرب». وأضاف البيان أن رئيس الحكومة عرض لروس «المبادرات العديدة التي يقوم بها المغرب من أجل الوصول إلى حل سياسي وواقعي ونهائي ومقبول من كافة الأطراف على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي وفي إطار الاحترام التام للسيادة وللوحدة الترابية للمملكة المغربية». وجدد بن كيران خلال اللقاء «التزام المغرب بجد ونية صادقة بالمشروعية الدولية وبمبادرات وجهود الأمم المتحدة لتجاوز الطريق المسدود ووضع حد للوضع الراهن، واستعداد المملكة للتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة٬ من أجل التوصل إلى الحل النهائي الذي تدعو إليه القرارات الأخيرة لمجلس الأمن».
كما صرّح رئيس مجلس النواب كريم غلاب بأن محادثاته والموفد الدولي عرضت إلى آخر تطورات الملف في ضوء الزيارة الأخيرة للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وشملت تقويم الأوضاع الأمنية في الساحل جنوب الصحراء «ما يؤكد وجاهة موقف المغرب إزاء المخاطر التي تحدق بالمنطقة». ودعا غلاب المجتمع الدولي إلى تسريع معالجة قضية الصحراء و «إيجاد حل سياسي يصون وحدة البلاد وسيادتها». وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها روس إلى مسؤول مغربي في البرلمان، بعدما ركّز في جولته السابقة على زيارة المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب والاجتماع إلى نشطاء في قضايا حقوق الإنسان ومنشقين سابقين عن جبهة «بوليساريو». لكن مواقف الأطراف ما زالت متباعدة حول اعتماد صيغة وفاقية توضع على طاولة المفاوضات. وفيما تؤكد الرباط تمسكها بخطة الحكم الذاتي، تطرح «بوليساريو» العودة إلى الاستفتاء كخيار وحيد. غير أن مندوب المغرب في الأمم المتحدة الديبلوماسي محمد لوليشكي صرح أخيراً بأن خطة الحكم الذاتي قابلة للتطوير في إطار حفظ السيادة المغربية. ولم يقدم شروحات إضافية حول المدى الذي تشمله أي تعديلات مقترحة بهذا الصدد.
في غضون ذلك، صرح روس بعد محادثات أجراها مع وزير الخارجية سعد الدين العثماني بأن الوضع في منطقة الساحل وجوارها يجعل حل قضية الصحراء أمراً ملحاً. وأشار إلى أنه «دشن في الرباط جولة جديدة من أجل إيجاد حل لمشكل الصحراء وفق القرارات المتتالية الصادرة عن مجلس الأمن»٬ قائلاً إن «الوضع في منطقة الساحل وجوارها يجعل حل قضية الصحراء أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى».
في حين صرح العثماني بـ «أننا أكدنا للسيد روس دعمنا وحرصنا على نجاح هذه المهمة لنصل إلى حل نهائي ودائم لمشكلة الصحراء المغربية». وأضاف: «ناقشنا بعمق الخطوات المقبلة التي يقترحها في مهمته التي تشكل الرباط محطتها الأولى في زيارته للمنطقة».
ومن المقرر أن يجتمع روس إلى وزير الداخلية المغربي محند العنصر كما أنه من المفترض أن يتوجه لزيارة المحافظات الصحراوية. وستشكل جولته إلى بلدان المنطقة فحوى تقرير من المنتظر أن يعرضه على مجلس الأمن في الثاني والعشرين من نيسان (أبريل) المقبل.