كل ما تودون معرفته حول قرعة الهجرة نحو أمريكا .. يانصيب الأحلام الى بلاد العم سام


زنقة 20 . المصدر

مازالت أمريكا بأعين الكثيرين بلد الأحلام، ومازالت أحلام الهجرة إليها تلاحق الملايين، أمام كمية المعلومات الكثيرة المتدفقة من هنا وهناك، والتي تؤكد أن أمريكا تعني معيشة أفضل وحياة أرقى.
إحدى الطرق الشائعة للوصول إلى أمريكا هي "اليانصيب"، حيث تنظم مصلحة الهجرة الأمريكية سنوياً قرعة لاختيار "المحظوظين" الذين يـُمنحون تأشيرة الدخول إلى "أرض الأحلام".

قانون التنوع الثقافي
في عام 1990 أقرّ الكونغرس الأمريكي مشروع قانون "التنوع الثقافي". بموجب هذا القانون تمنح الولايات المتحدة كل عام حوالي 50 ألف تأشيرة دخول الأراضي الأمريكية بقصد الهجرة. ويتم اختيار المهاجرين من بين المتقدمين بطلبات الهجرة، على من تنطبق عليهم شروطها بطريقة عشوائية من خلال القرعة. ويستهدف هذا النظام بالدرجة الأولى، البلدان التي تتميز بقلة عدد مهاجريها إلى أمريكا. وقد اعتمدت وزارة الخارجية الأمريكية، نظام تسجيل إلكتروني لجعل عملية تقديم الطلبات أكثر فاعلية وأكثر أمناً. ورغم كل ذلك تدخل عمليات نصب واحتيال، يشارك فيها مجموعات وأشخاص، يستغلون فيها حاجة الناس إلى الهجرة، وقلة خبرتهم.

يحصل الفائز بالقرعة على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. وبعد وصوله يحصل على تصريح الإقامة المعروف باسم "غرين كارد" الذي يمكّن حامله من الاستفادة من خدمات الصحة والتعليم والتقاعد والضمان الاجتماعي، وغيرها من الخدمات والمساعدات. ويمكن لاحقاً التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية دون التخلي عن الجنسية الأصلية.

رحلة موفقة
ذكر فاضل سلامة، وهو مصري، يقيم الآن في ولاية ميريلاند، في حديثه لإذاعة هولندا العالمية، أنه في نهاية عام 2009 قدم لقرعة "الغرين كارد"، وبعد ستة أشهر حصل على موافقة الهجرة إلى أمريكا، من بين عشرات الملايين الذين شاركوا بالقرعة.
ثم قام فاضل بكل الإجراءات التي طلبتها السفارة الأمريكية في مصر منه، بما فيها فحص المقابلة والفحص الطبّي، قبل أن يحصل فيما بعد على تأشيرة الدخول إلى أمريكا.
يتابع فاضل دراسته الجامعية هناك، ويؤكد أنه مصاب بمشاعر الغربة، لكن الحياة تحتمل المغامرة والمقاومة، خاصة لمن فشل في إنتاج حياة تليق به وبشهادته الجامعية في بلده الأصلي، ويشّجع فاضل الشباب على تجريب قرعة "الغرين غارد"، فلا أحد يستطيع أن يعرف ماذا يخبئ الغد له.

رحلة غير موفقة
حصل السوريان ندى وزوجها منير على موافقة الهجرة إلى أمريكا، بنجاحهما معاً في القرعة في عام 2009 أيضاَ. قدم منير استقالته من الوظيفة التي يشغلها في إحدى مؤسسات القطاع العام في دمشق في العاصمة السورية، وقدمت زوجته أيضاً استقالتها، وباعا كل ما يملكانه في سوريا وبأبخس الأسعار، لأنهما قررا أن يحرقا مراكبهما في سوريا، بعد أن فقدا الأمل في إنشاء حياة جميلة هناك.
حصل الزوجان على التأشيرة بعد أن أكملا الإجراءات المفترضة. لكن منير لم يتمكن من الخروج عبر مطار دمشق، بحجة أنه من الممنوعين من السفر، بحكم نشاطه السياسي. انطلقت زوجته لوحدها في الرحلة، على أمل أن يراجع منير فرع الأمن المختص بمنعه، بغية السماح له بالسفر، خاصة أن لديهم فترة زمنية محددة ليسافر بها إلى أمريكا، إذا انتهت لن تسمح له أمريكا بدخول أراضيها، ويجب عليه من جديد أن يعيد كل شيء.

ندى في أمريكا
وصلت ندى إلى أمريكا خلال ثلاثة أيام، ولم تكن تجيد التحدث بالإنكليزية بما يكفي، وكانت في فترة سابقة تعتمد على زوجها في ما يتعلق بهذه المسألة، استقبلها في المطار رجل أمريكي، أوصلها إلى أحد الفنادق. في ما بعد لم تستطع ندى أن تتكيف مع الوضع الجديد أمام معاناتها غربتين، غربة البلد الجديد مع الافتقار إلى اللغة الانكليزية، وغربة البعد عن زوجها، ومساعداته، فقررت أن تعود إلى سوريا.
فقد منير الأمل في أن يتبع زوجته، لأن الأمن السوري رفض سفره، ورفض منير الهروب بطريقة غير شرعية من سوريا، لأن دخوله الأراضي الأمريكية مشروط بخروجه الشرعي من سوريا، ثم انتهت صلاحية التأشيرة.

ليس بالحظ وحده

أمريكا غنية بتفاصيلها، وبعدد مهاجريها. وكل مهاجر له قصته، نجاحاً أو فشلاً. ليس كل من وصل إلى أمريكا سارت أموره كما يشتهي، مثل المصري فاضل. ولا كل من هاجر وحيداً ضافت به السبل واضطر للعودة كما فعلت السورية ندى. هناك العديد من المحظوظين بالحصول على "غرين كارت"، من استطاع الاستفادة من مساعدات الحكومة الأمريكية، واستثمر تلك المساعدات في إكمال دراسته الأكاديمية، أو تطوير حياته المهنية والثقافية. وهناك من لم يحالفه الحظ، أو لم يستطع مواجهة التحديات التي تفرضها الحياة الأمريكية السريعة، فظل بقية حياته يتنقل بين أعمال مهنية بسيطة، أو خدمات ثانوية في مطاعم الوجبات السريعة، أو في محطات المحروقات، وكل ما يأمله هو أن ينجح في ادخار القليل من المال لإرساله إلى البلد الأصلي، لمساعدة العائلة، أو للاستثمار الشخصي.
وإذا كان الحظ وحده هو الذي يحدد نتيجة القرعة، وبالتالي الحصول أو عدم الحصول على تأشيرة الدخول إلى "الفردوس الأمريكي"، فإن مسارات الحياة ومصائرها بعد الوصول إلى "أرض الأحلام" تتحكم فيها عوامل عديدة، ربما يكون الحظ أقلها أهمية.









0 تعليق ل كل ما تودون معرفته حول قرعة الهجرة نحو أمريكا .. يانصيب الأحلام الى بلاد العم سام

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور