مُراجعات السلفية الجهادية بالمغرب تقودها الى الانخراط في العمل السياسي


زنقة 20 . ماب

رجح الباحث بلال التليدي٬ أمس الأحد في الدار البيضاء٬ أن يؤول التطور العام للحركات ب "التيارات السلفية الجهادية" التي قطعت مع العنف وكذا "التيارات السلفية الجهادية" إلى الاندماج في العملية السياسية. وأضاف التليدي٬ خلال لقاء نظم في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب وخصص لتقديم كتابه الجديد "مراجعات الإسلاميين .. دراسة في تحولات النسق السياسي والمعرفي"٬ أن الانشغال الأساسي لهذه الحركات سيرتكز في بدايات عملها السياسي٬ على قضايا الهوية والمرجعية والقيم٬ في أفق التفاعل مع المجال السياسي ومكوناته وقواعده٬ والانخراط في عملية مراجعات ستشمل مختلف قناعاتها واختياراتها.

وأوضح الباحث أن المراجعات التي قام بها الإسلاميون لمنظومتهم الحركية والفكرية في أوقات زمنية سابقة جمعت بين البعدين السياسي والمعرفي٬ في سياق نسق تفاعلي ٬ تستند فيه المواقف السياسية الجديدة لهؤلاء إلى تأصيل معرفي جديد. وأشار إلى أن هذه المراجعات جمعت ٬ من هذا المنطلق ٬ بين الموقف السياسي من السلطة القائمة٬ ومكونات الطيف السياسي والمدني و المجتمع بشكل عام٬ وبين عملية التأصيل المستمدة من عمليات تمثل وفهم النص الشرعي٬ أو من التعاطي مع التراث الإسلامي الأصولي والفقهي منه على وجه الخصوص.

وأضاف أن هذه الدراسة التي أنجزها تدخل مراجعات الاسلاميين وتحولاتهم الفكرية والسياسية إلى مشرحة التحليل٬ لتتناول أبعاد ظاهرة المراجعات في تواترها ٬ مضيفا أن هذه المساهمة سيكون لها أثر واضح في تقريب القارئ من فهم التحولات العميقة التي حدثت اليوم في بنية تفكير العديد من التيارات السياسية في الوطن العربي بمختلف مشاربها ومكوناتها. وتوقف الباحث عند أشكال المراجعات والتحولات التي عرفتها هذه الحركات الإسلامية على مستوى الانتقال من العمل الجهادي العسكري إلى الخيار السلمي من خلال العمل الدعوي المحترم للآليات المؤسساتية ٬ أو تلك المراجعات التي قامت بها من داخل النسق القطبي (نسبة الى سيد قطب) إلى الإصلاح التراكمي٬ مشيرا إلى المراجعات التي وقعت ما بعد المشاركة السياسية على صعيد تدبير العلاقة بين الدعوي والسياسي ٬ والتحول نحو السياسات العمومية والتخفيف من النزوع الإديولوجي لفائدة العمل السياسي البرغماتي.

وانتقد الباحث أغلب الكتابات التي تناولت مراجعات الحركات الاسلامية بالبحث والدراسة ٬ والتي حاولت أن تبرز ٬ في نظره٬ في الغالب الأعم فعالية هذا العامل أو ذاك في تفسير تحولات الإسلاميين ٬ مشددا على أن المهم في البحث٬ ليس فقط تحديد العامل المفسر٬ ولكن بحث السيرورات التي تكون عملية المراجعات في جميع أبعادها٬ لاسيما منها البعد المعرفي والسياسي٬ ومحورية هذا العامل أو ذاك في تحريكها. وسلط الباحث إدريس لكريني ٬ خلال هذا اللقاء٬ الضوء على الخصوصيات والمقومات المعرفية والمنهجية للكتاب ٬ مبرزا أصالته وجدته ومصداقيته العلمية من خلال توظيف الباحث لحقول معرفية متعددة تجمع بين الابستمولوجيا وعلوم السياسة والمناهج التاريخية والمقارنة.

وأوضح لكريني في هذا السياق أن الباحث بلال التليدي لم يكتف بتحليل وسرد المعطيات بل قدم خلاصات ونتائج واستشرافات دون أن ينزلق نحو التعميم ٬ بهدف المساهمة في إبراز معالم التحول الذي يشهده عقل الحركات الإسلامية ٬ سياسة ووعيا معرفيا وخلفية إديولوجية وحركية تنظيمية.









0 تعليق ل مُراجعات السلفية الجهادية بالمغرب تقودها الى الانخراط في العمل السياسي

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور