قنابل سياسية موقوتة وملفات "محرجة" بين الجزائر والمغرب
زنقة 20 . وكالات
تجمع الجزائر غدا وزراء داخلية 10 دول للجهة الغربية للبحر الأبيض المتوسط، وذلك في إطار ما يعرف باجتماع 5 + 5، وذلك على طاولة ستحمل العديد من الملفات الأمنية الحرجة والمحرجة لدول المنطقة كملف مكافحة الإرهاب وتمويله، والجريمة المنظمة وتبييض الأموال، والهجرة غير الشرعية، إلا أن الأنظار ستكون مشدودة أكثر نحو المحادثات الثنائية وكواليس لقاءات التلاقي وجها لوجه بين مسؤولي دول أقل ما يقال عن علاقاتها، إنها باردة وليست على ما يرام مثلما هو عليه الوضع بالنسبة إلى العلاقات الجزائرية المغربية، أو العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تبقى أسيرة المجاملات فقط.
اجتماع الـ5 + 5 المنتظر أن يجمع وزراء داخلية الضفة الغربية للبحر الأبيض المتوسط غدا بفندق الأوراسي، سيتناول أهم الملفات الأمنية التي تؤرق المنطقة وتنزع هدوء الدول التي يتسم وضعها الأمني بنوع من الاستقرار، إذ سيناقش المجتمعون ملفات حساسة تستمد حساسيتها خاصة من الوضع في منطقة الساحل والحرب الدائرة في مالي، كملف تأمين الحدود وتبادل المعلومات ومحاربة التنظيمات الإرهابية والجماعات الإجرامية المتحالفة معها على اعتبار العلاقة الثابتة التي باتت تربط الإرهاب والإجرام المنظم في ظل وجود حبل سري امتد ليربط تهريب المخدرات بتمويل الإرهاب في علاقة عضوية ومتعدية شملت حتى ظاهرة انتشار الأسلحة في المنطقة.
وإن كان من المتوقع أن يرمي الوضع الأمني في الساحل والتدخل العسكري الفرنسي في مالي، بظلاله على اجتماع غد الذي يحضره وزير داخلية فرنسا مانوييل فالس، فالأكيد أن الاجتماع يندرج كذلك في إطار التحضير لاجتماع وزراء داخلية دول المغرب العربي المزمع في 20 من هذا الشهر بالرباط، وذلك بعد أن أجلته الظروف في عدد من الدول المغاربية في وقت سابق كتونس التي ألهبها اغتيال الناشط السياسي شكري بلعيد، وبعيدا عن هذه النقطة وعن الجانب البروتوكولي للاجتماع الذي سينتهي مثلما يفتتح مع اختلاف طفيف أن الأول سيكون بكلمات فردية للمشاركين في حين سينتهي ببيان مشترك جاف لا يغني ولا يسمن من جوع، إلا أن المحادثات الثنائية وحديث الكواليس سيكون مهما وغاية في الأهمية للعديد من الأسباب.
وزير داخلية الجارة المغرب سيلتقي نظيره الجزائري، كما سيلتقي نظراءه من دول المغرب العربي تحضيرا للقائهم في دياره، فما الذي سيقوله الجار المغربي عن تهجمات مسؤولي المملكة بمناسبة ودون مناسبة على الجزائر ومحاولة إقحامها وجرها إلى نزاعها مع الصحراء الغربية، وما تبريره للحملات التي يقودها إعلام بلاده على الجزائر، وهل سيجرأ محند العنصر مجددا على طرح ملف فتح الحدود البرية مع الجزائر، وماذا سيقول عن ملفات التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب؟ هذه هي الملفات التي هي بحاجة إلى توضيحات وإجابات صريحة لتنقية الأجواء قبل أي حديث عن حتمية الاندماج الإقليمي ووضع الخلافات جانبا لدواعي الظروف الأمنية التي تعيشها المنطقة.
تحركات وزير داخلية فرنسا مانوييل فالس في الكواليس ستشد الانتباه كذلك، فبغض النظر عن ازدواجية الخطاب التي أظهرتها فرنسا بزيارة رئيسها فرنسوا هولاند إلى المغرب نهاية الأسبوع، فالأكيد أن فالس سيستغل المنبر لعقد تحالفات جديدة تصب في خدمة حرب بلاده في مالي، كما سيحاول العزف على أوتار جديدة تتماشى والألحان التي عزفها رئيسه بالرباط، حتى يضمن حصة بلاده في كعكة الجزائر.
لقاء غد الذي يجمع وزراء داخلية الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا وموريتانيا وخمس دول أورومتوسطية هي فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال ومالطا سينظر في كيفية وضع خطة أمنية مشتركة، طال النظر في صياغتها إلا أنها لم تتحقق لسببين أحدهما يخص الاعتقاد بالفكرة بين الجانبين وثانيهما عامل التكافؤ الذي لم ولن يتوفر.