تعليمات ملكية تنتشل مراكشية مغتصبة من غياهب المعاناة والألم


زنقة 20
نزل تدخل ملكي سام ، بردا وسلاما على الشابة إكرام سقيربو ضحية رحلة عبودية شاقة، قادتها إلى العمل خادمة بأرض الحجاز، بمنزل ثري سعودي وأسرته، لم يخرجها منها سوى سقطة مدوية  من الطابق الثالث، أودت بها مدارك  الكسور والإصابات الخطيرة.
أول أمس الثلاثاء، ربط مدير مستشفى ابن طفيل، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش،الاتصال بأسرة الشابة، ليخبرها باستعداد إدارة المستشفى بالتكفل بكل لوازم العلاج، ومتابعة  وضعها الصحي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
تم تجهيز غرفة خاصة بقسم جراحة العظام والمفاصل لاحتضان الشابة، مع تخصيص طاقم طبي كامل للسهر على رحلة علاجها، وتمتيع أفراد أسرتها بحق الزيارة على مدار ساعات اليوم،وطيلة مدة وجودها بالمستشفى.
ماكان  للمريضة التي تعاني كسورا حادة على مستوى يديها وساقيها، أن تحظى بكل هذه العناية والاهتمام،لولا تدخل  عاهل البلاد على الخط، وإعطاء تعليماته السامية،بضرورة  التكفل بهذه الحالة وإيلائها العناية الطبية اللازمة، بعد أن وضعتها سيوف الفقر والحرمان على مقصلة أسرة سعودية ثرية، اعتمدت في معاملتها قانون “حكم القوي على الضعيف”.
رحلة عمل مضنية، لم ينبها منها سوى أسباب التعاسة والشقاء، حين انتهت بها  تجربة الرق  والعبودية،إلى السقوط من الطابق الثالث،وقضاء أسبوعين بمستشفى عمومي، لتتوج  تفاصيل المعاناة  بعدها ، بإلقائها كسقط المتاع داخل طائرة،  متوجهة إلى المغرب،دون وثائق طبية توثق للعمليات الجراحية التي خضعت لها،ودون  تمتيعها بأية تعويضات مادية عن مدة عملها خادمة، وبالتالي اكتفاء المشغل بمعاملتها بمنطق” اللي  حكم عليك ،وماقطع ليك راسك،راه دار فيك خير”.
تجربة كشفت عنها شكاية الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، تم وضعها على مكتب الوكيل العام باستئنافية مراكش، وسلطت من خلالها الضوء على جحيم العبودية الذي يصلي بسياطه
العشرات من فتيات المدينة،اللواتي تم التغرير بهن،  تحت مسمى العمل بمواقع محترمة بالديار السعودية، ليجدن أنفسهن بعدها أسيرات أوضاع تحيل إلى عهد “السخرة” وزمن” الرق والعبودية”.
كان حظ إكرام العمل خادمة ببيت ثري سعودي، حيث أجبرت على خدمة ثلاثة بيوت متفرقة، بمدن سعودية مختلفة، مع معاملة تنهل من معين”الله ينجيك من المشتاق، إلى ذاق”.
وجدت نفسها مجبرة على النهوض بأعباء منزلية تنوء بثقلها الجبال،حيث يمتد خيط العمل من الساعة السادسة صباحا إلى الثانية من صباح اليوم الموالي ، مع إجبارها رفقة بقية الخدم على الاقتيات من فتات موائد أصحاب البيت، وسد الرمق بما فضل عنهم من أكل.
ضغط العمل والإرهاق، أديا بها إلى السقوط من الطابق الثالث بمنزل المشغل، لتصاب بجروح وكسور خطيرة، وبالتالي دخولها دوامة تجربة جديدة أكثر بشاعة، بعد نقلها صوب مستشفى في ظروف  تفتقر لأبسط شروط الكرامة الإنسانية،ومعاملة ظروفها الصحية بمنطق”التدماق”، و”داوي باللي كاين”.
لم يمهلها مشغلها كثيرا، حين قرر التخلص من عبء علاجها،فقام باقتيادها صوب المطار،وتسفيرها  صوب أرض الوطن في رحلة عادية، دون مراعاة لوضعها الصحي، حيث عانت الأمرين قبل أن تطأ أقدامها تربة مراكش.
ظلت الضحية تجتر معاناتها، بمنزلها الأسري،دون أن تملك لنفسها علاجا بالنظر لقلة ذات اليد، وضعف الحال والمآل، قبل أن تمتد إليها  الإرادة الملكية، وتعمل على انتشالها من غياهب المعاناة والألم، وتسييجها بستائر التطبيب والعلاج، وبالتالي تحقق المثل الشعبي السائر”على دحاك البخيل،عند الكريم تبات”.









1 تعليق ل تعليمات ملكية تنتشل مراكشية مغتصبة من غياهب المعاناة والألم

  1. avatar
    تفاحة

    هكدا هم الاعراب الحفاة العراة الدين استعبدوا ا الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار انهم قوم قريش الدين افسدوا المكان والعباد نشكر جلالة الملك على هده الاتفاتة الكريمة ونسأل الله ان يحفظه في ولي عهده الامير مولاي الحسن وباقي الاسرة العلوية الشريفة

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور