كيف حولت الأزمة الإقتصادية بأوروبا المهاجرين المغاربة إلى "حمٌالة" للمخدرات؟؟


زنقة 20

رحلة العودة إلى ديار المهجر تكرر نفسها، ولا حديث بمعابر الحدود بين أرض الوطن والضفة الأخرى إلا عن مآسي حقيقية، يربطها بعض الملاحظين بالأزمة الاقتصادية والرغبة في العيش بنفس ظروف الزمن الماضي، وإغراءات المال وغياب الوعي بالمسؤولية لدى فئة من الراغبين في الكسب السريع.

تلكم تحاليل لما يجري مؤخرا بتلك المعابر من توقيفات يومية تقريبا، لمهاجرين مغاربة خلال عودتهم لبلدان عملهم بأوروبا، غالبيتهم ينتمون لإسبانيا وقلة قليلة منهم  لفرنسا ودول أخرى، والسبب محاولاتهم تهريب كميات متفاوتة من المخدرات، جلهم مجرد «حمالة» يزودون بتلك الكميات بمقابل مالي، على أساس تسليمها لعناصر الشبكة في الخارج، و«انت وزهرك، إذا دزت تاخد فليساتك مادزتشي دبر راسك»، تلك هي القاعدة التي يتعامل بها مهربو المخدرات مع «حماليهم»، والذين هم في غالبيتهم أرباب أسر.

جمارك باب سبتة، أرقفت مساء السبت المنصرم في ذروة مرحلة العبور، مواطنا مغربيا كان بمعية أفراد أسرته يغادرون بلدهم، أمضوا عطلتهم لدى عائلتهم بمدن مغربية مختلفة. كان طريق العودة إلى ديار المهجر بالنسبة لهم محزنا، لكن رب الأسرة الأربعيني كان شيء آخر يشغل باله، وهو يقود السيارة الرباعية الدفع المرقمة بإسبانيا. كان يتمنى أن يمر بسلام بين المعبرين، أي بين نقطتي التفتيش المغربية بباب سبتة المحتلة ونفس النقطة بالجانب الإسباني من الثغر.. حاول أن يخفي ارتباكه لغير أنه بدا غير طبيعي، وأن شيئا ما يشغله أكثر من اللازم.

أوقفت السيارة للتفتيش على جانب من جوانب المعبر، لم يكن يعتقد أن طرقات «التورنوفيس» قد تكشف عما يخفيه بين حديدها القوي. وفي لحظة من اللحظات تبين أن الأمر جدي وأن عملية التفتيش قد تسير لآخر الطريق، حينما بدأ الجمركيون المكلفون بالمراقبة في فتح بعض جنبات السيارة، حيث تبين أن خزان البنزين به شيء غير عادي. هناك علم الأب أنه في ورطة وأنه سيجر معه أفراد أسرته زوجته وابنيه الصغيرين للمشاكل. صارت كل الصور السيئة تجول بخاطره أثناء انهماك الجمركيين في تفكيم السيارة، فقد كان في طريق العودة لمنزله بعد عطلة بين الأهل، وها هو سيجد نفسه في طريقه للسجن، ولا يعرف كم قد يمضي به، وما سيحل بأسرته الصغيرة بدونه.

لحظات قليلة حتى انكشف المستور وتبين أن الخزان كان يحمل فعلا مخدرات معدة للتهريب. فقرابة 38 كلغرام من الشيرة المعدة بشكل محكم للتهريب كانت هناك. وضعت الأصفاد في يدي الرجل أمام نظرات الدهشة والصدمة لزوجته وابنيه، حيث اقتيد الجميع لمخفر الشرطة قصد إحالتهم على التحقيق، فيما حجزت السيارة وأبقي على المتهم قيد الحبس الإحتياطي في انتظار عرضه على النيابة العامة. مقابل ذلك بقي الأبناء والزوجة أمام المصير المجهول، بدون والدهم الذي أغرته الأموال المحرمة، ودفعته للحلم بمستقبل زاهر لأبنائه، دون أن يفكر في عاقبة كل من يقع بين أيدي الجمارك والأمن بتهمة تهريب المخدرات. عن الأحداث المغربية.









0 تعليق ل كيف حولت الأزمة الإقتصادية بأوروبا المهاجرين المغاربة إلى "حمٌالة" للمخدرات؟؟

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور