هكذا يعيش أزيد من 40 ألف مغربي عاطل عن العمل في كاتالونيا
زنقة 20 . وكالات
كشفت مصالح الهجرة بكاتالونيا ، في بيانات نشرتها الصحف المحلية، أن المغاربة في الإقليم يوجدون على رأس قائمة المهاجرين المتضررين من الأزمة المالية التي خلفت ركودا في الاقتصاد الكاتالاني، حيث بلغ عدد العاطلين منهم عن العمل ما بين 35 و 40 ألف شخص. وأوضحت المصادر ذاتها أن أعداد المهاجرين المغاربة المتراوحة ما بين 240 ألف 275 ألف في كاتالونيا التي تتمتع بالحكم الذاتي لم يتأثر كثيرا بالرغم من الأزمة الاقتصادية الذي يعرفها الاقليم ودخول سياسة التحفيزات للمغادرة الطوعية حيز التنفيذ منذ سنوات.
وتعتبر كاتالونيا الواقعة شمال شرق إسبانيا على الحدود مع فرنسا الجهة الاولى في إسبانيا من حيث استقبال اليد العاملة المغربية بحسب مختلف الاحصائيات الاسبانية . ويبلغ العدد الإجمالي للمهاجرين الأجانب بكاتالونيا التي تعتبر المركز الصناعي الاول في إسبانيا حوالي مليون و 300 ألف مهاجر حسب نفس الإحصائيات.
وأكد مقال صادر في موقع شبكة دليل الريف موقع باسم سميرة تيساينو أن اسبانيا منذ سنوات تعرف أزمة خانقة أثرت كثيرا في حياة الناس سواء الإسبان أنفسهم أو المهاجرين المقيمين بها.
وتلاحظ صاحبة المقال هذه الأزمة في الحياة اليومية للناس بشكل أكثر وضوحا و أكثر قربا، وتحدثت عن المغاربة بشكل خاص و معاناتهم بسبب هذه الأزمة وتأثيراتها على حياتهم اليومية.
وأضافت تيساينو أن فأغلب المغاربة حاليا معطل لشهور عدة بل كثير منهم معطل لسنتين و ثلاث سنين و أكثر، فقد تأثر المغاربة بشكل مباشر بهذه الأزمة التي تخنق اسبانيا فنسبة كبيرة من المغاربة ينتشرون في قطاع البناء والقطاعات الأخرى المرتبطة به، و منها يعيشون و يعيش معهم مغاربة آخرون في المغرب عبر تحويلاتهم المالية لعائلاتهم. فقطاع العقار هو المتضرر الأكبر في اسبانيا لذا فكثير من المغاربة يعانون البطالة وتأثيراتها الجانبية على حياتهم المعيشية اليومية فحتى المعونات التي تقدمها الدولة الإسبانية لا تكاد تكفي حتى لأجور الكراء. فهذه المعونات مشروطة ومقيدة بالعديد من القيود التي لابد للجميع توفيرها كما أنها محدودة جدا في الوقت. هكذا يعاني المغربي المقيم بإسبانيا معاناة صعبة لا يستطيع أن يغير وجهة إقامته ولا تغيير مهنته ولا الرجوع الى المغرب رغم عودة بعض العائلات و تضحيتها بمستقبل أبنائها. المغربي الآن في اسبانيا غارق في الأوراق و تائه في جمع هذه الوثائق و تلك من هنا و هناك حتى يحصل على معونة ليبقي عائلته تحت سقف مشرف.
الذين يكونون محظوظون و يحصلون على تلك المعونات يكونون مجبرون على البقاء في اسبانيا على مدار السنة فحتى الزيارة الى المغرب مشروطة ويصعب تحقيقها ليس فقط للضيق المادي و إنما لشروط وضعتها الإدارة الإسبانية، فالمغربي الذي يتلقى المعونة مسموح له زيارة عائلته بالمغرب فقط لمدة لا تتعدى 15 يوما مع إعلام الإدارة و إشهار جواز السفر عند العودة للتأكد و إلا سيتلقى غرامات كبيرة وكثير من المغاربة عانوا فعلا ولا زالوا يعانون مع هذه الغرامات.
حقا ان أغلب المغاربة في اسبانيا في جل القطاعات وخاصة الجدد يعانون منذ سنوات أزمة حقيقية ويعيشون في ضيق مستمر مع قلة المعونات، بل وانعدامها بالنسبة للكثير منهم. فهم لا يعرفون راحة بال خاصة رب الأسرة المتزوج و الذي لديه أبناء. إنها حقا معاناة لا تريد ان تنتهي فالأزمة أيضا لا زالت تخنق الجميع.