تبليط البالوعات لـ"إنجاح" سباق السيارات يتسبب في فيضانات بالجديدة

زنقة 20

استنفرت الأمطار التي تهاطلت يوم الجمعة الماضي على مدينة الجديدة، مسؤولي السلطات الإقليمية و المحلية التي انتظرت أول انفراج في حالة الجو من أجل “التنقيب” عن بالوعات الصرف الصحي بوسط المدينة بعدما تم تبليط فوهاتها بالإسفلت أثناء عملية “التزفيت” التي شنتها الجهات المسؤولة استعدادا لمنافسات سباق السيارات الذي وافقت عمالة الجديدة على تنظيمه خلال شهر غشت الماضي، و هو ما تسبب في عرقلة كبيرة لحركة السير بالمدينة حيث تزامن تنظيمه مع توافد مئات الآلاف من الزوار و المصطافين.

و تحركت السلطات المحلية لإزالة الإسفلت الذي كسا فوهات بالوعات الصرف الصحي، بعدما تعرضت الأزقة المتفرعة عن وسط المدينة (الذي شكل حلبة السباق) لفيضانات توقفت على إثرها الحركة، بعدما اجتاحتها مياه الأمطار التي لم تجد مجار مائية تتسرب عبرها إلى قنوات الصرف الصحي.

و وجد عمال الحفر الذين أسندت إليهم مهمة إزالة الإسفلت من فوق أغطية البالوعات عدة صعوبات في تحديد مكانها، سيما و أنه لم يتم وضع علامات حولها أثناء عملية التبليط التي تمت في زمن قياسي و بشكل عشوائي، و هو ما اضطرهم إلى اعتماد تقنيات التنقيب عن المناجم، حتى يتمكنوا من تحديد مكانها و تحريرها من أكوام “الزفت” التي كستها، لتفادي كارثة الفيضانات التي باتت تهدد سلامة سكان الأزقة المجاورة بسبب أخطاء تقنية للمسؤولين عن تنظيم رالي “بناني” للسيارات.

و كانت العديد من الانتقادات قد وجهت إلى عامل الإقليم، معاذ الجامعي، أثناء موافقته على تحويل وسط مدينة الجديدة إلى حلبة لسباق السيارات خلال شهر غشت الذي يتزامن و العطلة السنوية حيث تشهد المدينة إقبالا متزايدا للزوار و المصطافين الراغبين في الاستمتاع بمياه الشاطئ، غير أنه لم يكترث  للانتقادات ذاتها، و “فرض” على المسؤولين الجماعيين العمل على إعادة تبليط طرقات وسط المدينة بشكل يساهم في إنجاح السباق، دونما اهتمام منه لمصلحة المواطن الجديدي التي تضررت مع تهاطل أولى قطرات الغيث.

المجلس الجماعي للجديدة قد اقترض أزيد من 10 ملايير سنتيم على دفعتين من صندوق القرض الجماعي، من أجل تبليط طرقات مختلف الشوارع و الأزقة التي باتت تغزوها الحفر بشكل كبير، إذ كان مقررا أن تنطلق الأشغال مع بداية شهر شتنبر الحالي، إلا أن موافقة عامل الإقليم على تنظيم سباق السيارات دفع المسؤولين الجماعيين إلى صرف جزء من  الميزانية  ذاتها لتبليط حلبة السباق، و هو ما بات معه مصير إصلاح الطرقات مجهولا، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى وضع المسؤولين المحليين و الإقليميين المصلحة العامة نُصب أعينهم.