التفاصيل الكاملة لـ"كتيبة" من المغاربة تقاتل إلى جانب القاعدة بسوريا
زنفة 20
كتيبة بكامل عناصرها الثلاثين وزيادة، بما فيهم الأمير المنصب من الشبان المغاربة، بل من مدينتي الفنيدق وتطوان. شريط فيديو نشر على بعض المواقع الإلكترونية يظهر تنصيب مغربي من مدينة الفنيدق، أميرا لجماعة مقاتلة تسمي نفسها “الجيش الإسلامي بالشام”، حيث يظهر به عدد من شباب الحمامة البيضاء غالبيتهم من حي خندق الزربوح، وآخرون من مدينة الفنيدق.
الشريط الذي يتحدث فيه أمير الجماعة بلهجة شمالية مغربية واضحة، يقف وراءه حوالي ثلاثين شابا يحملون أسلحتهم، أكدت مصادر متطابقة بتطوان أن جلهم من المدينة وأن منهم شبان ينتمون إلى حي خندق الزربوح، وآخرون من مدينة الفنيدق أساسا ومدينة سبتة المحتلة. بل إن بعض المعلقين على الشريط أشاروا إلىأسماء بعينها يعرفونها، وهو الشريط الذي يخضع للتحليل لكشف هويات من يظهر فيه من عناصر الكتيبة، التي تبين أن جل إن لم يكن كل عناصرها مغاربة ينتمون أساسا إلى تطوان والفنيدق. بل إن بعض الأسر فوجئت بظهور بعض من أبنائها في الشريط المذكور، ومنهم من تأكدوا فقط من فحوى مكالمات هاتفية توصلوا بها مؤخرا من أبنائهم أو من بعض معارفهم، يؤكدون لهم توجههم للقتال في سوريا.
يأتي هذا في وقت تعرف المنطقة حالة استنفار ونشاط غير مسبوق لكل الأجهزة الأمنية المغربية والأجنبية، خاصة في إطار التنسيق المتفق بشأنه لمحاربة الجريمة العابرة للقارات، حيث أنزل الاتحاد الأوربي مختلف أجهزته العلنية والسرية بمدينة سبتة المحتلة وضواحيها لتتبع خطى تلك الشبكات التي تجند مقاتلين بسوريا، والتي لها امتدادات داخل شبه الجزيرة الإيبيرية وبعض الدول الأوربية كبلجيكا وهولاندا وجلهم مغاربة ينتمون إلى أقاليم شمالية، بل إن بعض المصادر قالت إن “إ.ف.ب.ي” بدورها تقوم بتحقيقات في هذا الشأن بالمنطقة، إذ أن هناك تخوفات حقيقية مما وصلت إليه الأمور وما يمكن أن تؤول إليه مستقبلا، خاصة في حال استمرت الحرب بسوريا أو بعد عودتهم إلى بلادهم محملين بتلك الأفكار المتشددة، وصلابة عودهم في استعمال الأسلحة وتأثرهم بما يعيشونه هناك.
وعلمت الجريدة من مصادر حسنة الاطلاع، أن الأنتربول بتنسيق مع نظرائهم المغاربة المنتمين إلى نفس الجهاز، كانوا قد حلوا بالمنطقة خلال الأسبوع المنصرم لتتبع بعض خيوط التحقيقات الجارية، بخصوص علاقات مشتبهة لبعض تجار المخدرات المنتمين إلى المنطقة بهجرة مقاتلين إلى سوريا، فقد كشفت تلك المصادر عن بعض الأسماء، منهم من يوجد بالمغرب ومنهم من هم في حالة فرار بإسبانيا وبلجيكا، ممن ثبت طول يدهم في تمويل تحركات وهجرات المقاتلين إلى سوريا، وهم من تجار المخدرات المعروفين والمبحوث عنهم من طرف السلطات المغربية، حيث إن أموال المخدرات والتهريب الكبير هي التي تقف وراء تمويل الاستقطابات، حيث يتم تجنيد الشبان وتوفير الإمكانات المادية لهم للسفر والعيش هناك، وهو ما يسهل ما يقومون به ويساعدهم عليه، فيما يحصل المستقطبون على مبالغ مالية مهمة من تلك الجهات.
وارتباطا بالموضوع، نشر شابان من مدينة مرتيل صورا لهما بسوريا، محملين بأسلحة نارية ويعتبران آخر الواصلين إلى بلاد الشام من المجموعة المغربية على ما يبدو، حيث يعتقد أنهما وصلا إلى معسكرهما يوم السبت أو الأحد الأخير، ويتعلق الأمر وفق بعض المصادر المرتيلية بشابين كانا متشبعين بالفكر الجهادي، أحدهما يقطن بحي الأغراس و يدعى رضى الهواري مزداد سنة 1989، والثاني يدعى بدر الدين اليعقوبي من حي احريق مزداد سنة 1991. الشابان اللذين تم استقطابهما للسفر إلى سوريا كانا يحلمان بهذا الأمر دائما، وكانت لهما علاقات متجذرة مع شبان آخرين، من الذين يعتقد أنهم سافروا معهم أو هم بصدد الإعداد للسفر قريبا، في وقت لا يسجل المتتبعون اهتماما كبيرا للمصالح الاستعلاماتية والاستخباراتية بالمنطقة، حيث الهجرة على مصراعيها ليس نحو الفردوس الأوربي بل نحو “الجنة الموعودة” سوريا للجهاد بها وفق تعبيرهم.
وارتباطا باعتقال الزعيم المفترض للشبكة التي تقوم باستقطاب وتهجير مقاتلين إلى سوريا، والذي يتهم بكونه يقف وراء استقطاب وترحيل أكثر من 55 شابا ينتمون إلى مدينة سبتة المحتلة ومدن شمالية مختلفة، فقد كشفت وزارة الداخلية أن المعني كان يتخفى بالمغرب منذ اعتقال زملائه الآخرين في 21 يونيو المنصرم، قبل أن يعتقل لحظات بعد عودته إلى مدينة سبتة المحتلة، في وقت هناك أسماء أخرى مازال البحث جاريا عنها من بين أفراد الشبكة وهم مغاربة سبتيون، يعتقد أن منهم من دخل المغرب ومنه من استطاع المرور إلى الضفة الأخرى، بل إنه من بين العناصر الأساسية الجاري عليها البحث، ولعله أيضا نفس الشخص الذي كان الأنتربول يبحث عنه ويحقق في شأنه، وهو مغربي سبتي مقيم ببلجيكا لكن لا يعرف مقامه حاليا.
مصطفى العباسي لـ الأحداث المغربية
