مُؤثر. مواطنون يحولون "الكاراجات" إلى سَكن تنعدم فيه شروط الحياة!
زنقة 20
تحولت أحلام » مصطفى » بالاستقرار في سكن يليق بأفراد عائلته إلى حلم صعب التحقق، بعد أن صار مشروع إعادة إيواء قاطني أحياء الصفيح بمنطقة سيدي مومن إلى وهم في نظر عشرات المستفيدين من البقع الأرضية بالمشروع السكني لقاطني كاريان » السكويلة » .
منذ هدم السلطات الإقليمية بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي آخر منزل صفيحي بكاريان »السكويلة»، وقاطنوه ينتظرون جميع المتدخلين والشركاء في إيجاد حلول جذرية للمشروع السكني المتعثر لعدة شهور.
أحد قاطني كاريان السكويلة سابقا اعتبر معاناة المرحلين بدأت تزداد قسوة في غياب مخاطب رسمي من الشركة المكلفة بتجهيز المشروع أو السلطات الإقليمية بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي التي سهرت على إحصاء المستفيدين وتؤكد للمتضررين أسباب التعثر وعدم حصول المستفيدين على الوثائق الإدارية للشروع في عملية بناء إقاماتهم السكنية بالبقع الأرضية المخصصة للمشروع السكني ، بعد تقديم متعهدي المشروع مدة إنجازه في ظرف 18 شهرا ولا تتعدى سنتين بالكامل ، ماجعل أغلبية المستفيدين يقيمون بالمرائب والمستودعات لأزيد من سنتين بعد أن اضطروا إلى الكراء بسومة تتراوح ما بين 1000 / 1800 درهم شهريا .
معاناة المرحلين من كاريان » السكويلة » يرويها أحد المتضررين في لجوء عشرات العائلات إلى كراء شقق سكنية مؤقتا بالنسبة لمن لهم الإمكانيات المادية المتاحة فيما اضطرت الأغلبية العظمى من قاطني الكاريان اللجوء إلى عملية الاستقرار بالمرائب أو المستودعات التجارية رفقة بعض العائلات المركبة، في انتظار تسليمهم البقع الأرضية والحصول على تصاميم البناء في أفق البحث عن شريك ثالث أو مقاول يساهم في تمويل مشروع البناء.
ويوضح أحد المتضررين أن بعض أبناء العائلات المرحلين التي تقطن بـ »كراجات» شبيهة بعلب السردين تنعدم فيها شروط العيش وغياب الكرامة الإنسانية، أصبحوا يستحيون من سماع صدى الممارسات والعلاقات الجنسية لوالديهم خلال الفترات الليلية. أما في الصباح فتنطلق معاناة يومية تبدأ بالاصطفاف مع أفراد الأسر الأخرى أمام مراحيض لا تتوفر على مجاري المياه وقنوات الصرف الصحي .
» رشيد» أحد قاطني كاريان » السكويلة » بسيدي مومن يقيم رفقة أفراد عائلته بأحد «الكراجات» وجد أشقاؤه صعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة المدرسية ، فالدخول المدرسي شكل صعوبة كبيرة في إيجاد مدرسة عمومية تكون قريبة من مقر سكناهم ، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافة كبيرة تصل إلى نصف ساعة .
الفاعل الجمعوي » مصطفى » أفاد في تصريحه للجريدة أن المرحلين من كاريان » السكويلة » سئموا من تصريحات الساهرين على المشروع السكني في تقديم وعود للمتضررين قاطني البلوك من (1) إلى (6) وتجزئة الأمان، بكون الأسابيع القادمة ستشهد تسليمهم التصاميم ورخص البناء ، يؤكد » مصطفى »، إلا أن الأمور ظلت حبرا على ورق في غياب المخاطب الرسمي لإخراج المشروع السكني إلى حيز الوجود، خصوصا أن الشركة المشرفة على المشروع لم تقم بربط قنوات الواد الحار، لتنضاف إلى معاناة باقي المستفيدين من المشروع السكني في عدم إنجاز المرافق العمومية من مدارس ومستوصفات ودور للشباب، ومرافق موازية من حمامات وأفرنة وغيرها من المرافق الاجتماعية .