كيف تعيش قروية من قلعة السراغنة عمرها 70 سنة بدون معدة ؟
زنقة 20
"لقد عدت من الموت"، هكذا لخصت فاطمة البغدادي، البالغة من العمر 70 سنة، والتي تتحدر من مدينة قلعة السراغنة، رحلتها الطويلة مع المرض والعلاج، وهي تحكي كيف أنها قضت خوالي 24 شهرا تنتقل بين العيادات الطبية الخاصة بمدن مغربية، لإجراء الفحوص اللازمة لمعرفة نوع مرضها وتطوره في جسمها، ما جعلها في مرحلة اشتداده أشبه بهيكل عظمي على حد تعبير إحدى بناتها، قبل أن تتداركها أيادي إيطاليين وتجري لها عملية ناجحة، أزالت فيها جهاز المعدة التي استوطنه ورم خبيث.
حاليا يقتصر طعام المريضة التي تعيش بدون معدة على كل ما هو سائل، من حساء، وخضر مطحونة، وماء، لكنها تؤكد أنها بخير، وتحمد الله أنها على قيد الحياة بجوار أبنائها.
"بروفيسورا بالمستشفى الجامعي أخبر إبنها بأن المرض الخبيث، استبد بمجموع المعدة، وبالتالي فإن إمكانية نجاح عملية استئصال المعدة لا تتجاوز 10 في المائة في أحسن الأحوال، علما إن إجرائها يتطلب إمكانيات مالية تصل إلى أزيد من 40 مليون سنتيم.
وبعد إجراء أحد أبنائها لاتصالاته بأحد المستشفيات الجامعية تضيف الأخبار وحصل على موافقة فريق طبي هناك ليتم نقل فاطمة إلى ايطاليا خلال شهر غشت الماضي، وتضيف الأخبار "حسب الأسرة فإن العملية كللت بالنجاح مائة في المائة، وظل الفريق الطبي المكون من أساتذة أطباء في مختلف الاختصاصات، رفقة طلبة من كلية الطب بذات المدينة، يتابعون ويراقبون حالة المريضة، لأزيد من شهرين، قبل أن يقرروا مغادرتها المستشفى.
وعادت فاطمة إلى بيتها يوم الثلاثاء الماضي، والذي تزامن مع ليلة عيد الأضحى، "بالرغم من أنها لم تتناول "بولفاف" مثل باقي السنوات التي مضت من عمرها، فإنها على الأقل، قضت أيام العيد بين أبنائها، وتشعر بأنها ولدت من جديد بعدما فقدت الأمل في الحياة.
فاطمة تعيش اليوم حياة طبيعية، صحيح لا تشارك أبناءها الطعام، لكنها تشاركهم الحياة على حد تعبير إبنتها.