قصة إحياء اليهود المغاربة لليلة "هيلولة" بضريح "داوود بن باروخ"
زنقة 20
أشرف عامل إقليم تارودانت، ورئيس المجلس العلمي، ورئيس المحكمة الابتدائية، ووكيل الملك، وشخصيات مدنية وعسكرية، في الخامس دجنبر الجاري بالجماعة القروية تنزرت، على انطلاق الموسم الديني للطائفة اليهودية، التي اعتادت تنظيمه في مثل هذا التاريخ من كل سنة عبرية، وذلك بضريح «داوود بن باروخ هاك كوهين» المعروف باسم «أغزو نباهمو»، والكائن بتراب الجماعة القروية تنزرت بدائرة أولاد برحيل ضواحي تارودانت.
وقد توافد مع بداية الشهر الجاري العشرات من اليهود المغاربة ومن مختلف بقاع العالم على ضريح الوالي الصالح، استعدادا لإحياء القداس والاحتفال بليلة «الهيلولة» حول مدفن «داوود بن باروخ» أحد أبناء المنطقة، والذي عاش ودفن بهذه المقبرة منذ حوالي 250 سنة خلت، وذلك بعد أن وافته المنية سنة 1760 ميلادية.
ويعتبر هذا الحاخام عند اليهود المغاربة بمثابة أحد أولياء الله. وهذا ما دفع بطائفة كبيرة من اليهود المغاربة إلى اعتماد أواخر شهر دجنبر من كل سنة كموعد لإحياء هذه الذكرى، التي تبتدئ من الأسبوع الثاني من نفس الشهر بإقامة ليلة «الهيلولة»، أي ليلة الاحتفال والدعاء والتوسل والتقرب إلى الله عن طريق هذا الولي.
كما تعرف الليلة عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة «الشعالة»، حيث يقوم الزوار بإشعال الشموع بكمية كبيرة، وإضاءة كل القبور وجنبات المقبرة والمسالك التي تؤدي إليها، مع تخصيص صندوق خاص بالمشاركين في الحفل الموسمي لجمع التبرعات.
بدوار أيت داوود بالجماعة القروية تنزرت دائرة أولاد برحيل بإقليم تارودانت، يقع ضريح الحاخام «داوود بن باروخ هاك كوهين»، والمعروف بالمنطقة باسم «أغزو نباهمو»، نسبة لموقع الضريح، الذي يقع على مساحة 18000 كلم مربع تقريبا، محاطا بأسوار علوها أربعة أمتار.
ويضم بداخله قبر الحاخام، ومقبرة دفن فيها ما يناهز 140 جثمانا لليهود من أبناء وبنات القرية، التي توفي ودفن بها آخر يهودي سنة 76.
الضريح به قاعة للأكل ومطبخ، إضافة إلى 230 غرفة معدة لإيواء الزوار، الذين يتزايد عددهم كل سنة، حيث يبتدئ الموسم بوصول عائلة ابن أحد أحفاد الحاخام، الذي يدعى «دافيد بن كوهين» إلى الضريح قبل أسبوعين من انطلاق الحفل السنوي، قصد تهييء الأجواء، واستقبال الزوار، الذين اعتادوا المشاركة في الموسم وزيارة الضريح منذ 218 سنة، والقادمين من مختلف بقاع العالم ومن أنحاء ومدن المغرب.