هكذا تواصل الجزائر ترحيل اللاجئين السوريين نحو المغرب
زنقة 20
ابتزاز وتنكيل وطرد. كلمات ترددت أكثر من غيرها على شفاه عدد من اللاجئين السوريين الذين لفظتهم الجزائر نهاية الأسبوع الماضي نحو المغرب. ففيما ظن هؤلاء الفارون السوريون من جحيم القصف والتقتيل، بأنهم عثروا أخيرا على ملاذ يحتمون به في انتظار انفراج الأزمة في بلادهم، سرعان ما وجدوا أمامهم ما لم يكن في الحسبان. ففي تحد و تنكر للقوانين الدوليةوالقيم الأخلاقية، لم يتورع الحرس الجزائري في ممارسة كافة أشكال الاعتداء والابتزاز في حق العائلات السورية، قبل طردها نحو الحدود المغربية الجزائرية، ليتواصل مسلسل الطرد الجماعي الممنهج للسوريين من لدن الجزائر منذ اندلاع الأزمة في بلادهم.
زوال الأحد الماضي،عملت عناصر تابعة لحرس الحدود الجزائري ، على طرد لاجئين سوريين هاربين من الحرب في اتجاه بلدان عربية، لكنهم فوجئوا على حد تعبير أحدهم، بدفعهم (وبينهم أطفال ورضع وصل عددهم لـ 23 رضيعا ) كالأغنام في اتجاه الحدود المغربية من أجل التخلص منهم .
أمام الحالة المتردية للاجئين المذكورين حيث النفسيات المنهارة والملابس الرثة، هبت فعاليات من المجتمع المدني بوجدة إلى النقطة الحدودية “لقنافدة” مكان وجود المطرودين من اللاجئين السوريين بغية دعمهم والوقوف إلى جانبهم بعد الكابوس الذي طاردهم من طرف السلطات الجزائرية . بدورها توجهت السلطة المحلية مرفوقة بالقوة العمومية إلى عين المكان، قبل أن تباشر عملية إطعام المعنيين بالأمر بعد الترحيب بهم واتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم بعد طلبهم اللجوء بالمغرب .
شهادات لعائلات سورية تقول إنها تعرضت لحصار مقصود منذ وطأت أقدامها أرض الجزائر، بدأ بفرض 4 آلاف أورو من أجل الإقامة، إلى جانب البحث عن أحد الضامنين الجزائريين، من أجل الحصول على إقامة مؤقتة، لكن بعد انتهاء صلاحية هذه الأخيرة، تم تجديد أوراق الإقامة المؤقتة بعد إغلاق مكتب اللاجئين ،لتتحسر العائلات المطرودة ،مشبهة ما حصل معها بالحصار المضروب على الشعب الفلسطيني . محنة قاسية،تقول امرأة سورية، والتي لم تخف تخوفها من تعرض ما تبقى من أفراد الأسرة بالجزائر لانتقامات ومعاناة ذاقها المرحلون على الأقدام بأمر من حرس الحدود الجزائري ،الذي لم يرحم حتى الأطفال والرضع الذين كانوا رفقة عائلاتهم وبلغ عددهم 23 طفلا ورضيعا، حيث اكتملت الرحلة الشاقة والمتعبة بمطالبتهم بمغادرة الجزائر قبل غروب الشمس .
محنة السوريين مع الحرس الجزائري، ليست وليدة اليوم. فالجزائر التي لطالما رفعت شعارات القومية العربية والتحرير، لم تتردد قبل أيام عبر حرسها في طرد 27 لاجئا سوريا نحو النقطة الحدودية التي تبعد بـ600 متر عن المركز الحدودي «زوج بغال» وذلك قبل أن تبادر «جمعية الوفاء للتنمية الاجتماعية»، في إطار عملها الإنساني إلى استقبال هؤلاء اللاجئين وإطعامهم وإيوائهم، لاسيما أنه يوجد بينهم 11 طفلا ورضيعا ذو 40 يوما فقط إلى جانب عشر نسوة، لتطرح علامة استفهام كبرى حول احترام النظام الجزائري للقوانين الدولية الخاصة بحقوق اللاجئين وللمبادئ الإنسانية ككل؟