لِـمـاذا تدعو الجزائر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؟


زنقة 20

«أعتقد أنه يتعين التفكير في قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب الذي فبرك هذه القضية من أجل ابتزاز الجزائر من جديد و هو موقف يأتي لينضاف لقائمة الابتزازات السابقة» . الكلام لرئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان المحامي فاروق قسنطيني ، في تعليقه على قضية اللاجئين السوريين المطرودين من الجزائر في اتجاه المغرب وموقف المغرب من ذلك.

ووصف رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان المحامي فاروق قسنطيني، الجانب المغربي بـ «العدو» ناعتا إياه بـ «المخزن»، ليضيف هذه الاتهامات لسيل من المواقف العدائية تجاه المغرب، فهو من وصف “انتخاب المغرب في مجلس حقوق الإنسان لمنظمة الأمم المتحدة، بأنه « غير مبرر وغير مناسب».

تصريحات  فاروق قسنطيني، جاءت خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم دراسة حول تدفق المهاجرين «نحو و من و عبر الجزائر» مستعملا لغة عنيفة تجاه المغرب، قائلا « إنه يجب على الطرف المغربي أن يفهم أن الجزائر تعتبر بلدا محترما و لذلك ينبغي التحدث مع المغرب بلهجة يفهمها».

وأضاف قسنطيني «هذا استفزاز آخر مقصود و أعتبر أن المغرب ليس بلدا جارا بل بلدا عدوا و يجب استخلاص الدروس من هذه الاستفزازات المتكررة»، معتبرا ما وصفه بـ « أن    الادعاءات الأخيرة تشكل استفزازا حقيرا ليس أكثر»، موضحا «أن قضية طرد اللاجئين السوريين مفبركة من طرف المغرب    لاستفزاز الجزائر».
المحامي فاروق قسنطيني، هو من منح  الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجائزة الوطنية لحقوق الإنسان ، وهو من اعتبر اعتقال المدون علوي عبد الغاني، من ولاية تلمسان، بـ «المعقول»، واعتبر أن حرية الصحافة والتعبير بالجزائر كرستها مختلف القوانين والتشريعيات في مقدمتها الدساتير التي سنها المشرع الجزائري في مختلف مراحل الحياة السياسية، سواء إبان نظام الحزب الواحد أو بعده مع التعددية السياسية والإعلامية التي أقرها دستور .1989

واعتبر مراقبون إسناد مهمة إطلاق هذه التصريحات لرئيس هيئة حكومية تشرف على مجال حقوق الإنسان، تضمينا لرسالتين، أولاها تتعلق بطبيعة القضية الإنسانية للاجئين السوريين، التي وضعها المغرب في نقطة حساسة توجع الجزائر كثيرا بحكم حجم الانتقادات الدولية لحقوق الرنسان في هذا البلد، والثانية اعتماد قناة تتكفل بتمرير خطاب التصعيد داخل القيادة الجزائرية، ووضع الأصوات العاقلة في الزاوية، كلما ارتفعت أصوات نبذ التصعيد مع المغرب، وتحويل أنظار الجزائريين عن المشاكل الحقيقية للشعب.

المتابعون لتصريحات فاروق قسنطيني يؤشرون على تكفله بتلميع وجه السلطة في الجزائر على مستوى حقوق الإنسان، واقتناعه بأن من يجادل في ذلك هو عميل للخارج، فخلال رده على بعض التقارير الحقوقية لهيئات دولية تنتقد أوضاع حقوق الإنسان بالجزائر، قال قسنطيني إن «هذه التقارير والمعلومات الواردة لا تمثل واقع حقوق الإنسان أو حرية الصحافة بالجزائر» ،مضيفا أن «مصادر هذه المعلومات غير موضوعية وهدفها التشويش على دور الجزائر في المحافل الدولية خاصة ماتعلق بقضايا تصفية الاستعمار ومكافحة جرائم الإرهاب وجرائم المخدرات وتبيض الأموال»، ودعا في هذا السياق هذه المنظمات الحقوقية الأجنبية إلى «الاهتمام بما يجري من جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الأطفال والنساء بكل من الصحراء الغربية وفلسطين وبعض أماكن النزاع بإفريقيا».

اللهجة العدائية التي اعتمدها المسؤول الحكومي الجزائري، تترجم الهلع الذي أصابها بعد سلسلة من الضربات التي تلقتهاالجزائروصنيعتها البوليساريو بخصوص قضية الصحراء،  كان آخرها تقرير للمركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية، (بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز)، والذي دعا، قبل أيام قليلة، إلى تفكيك ميليشيات تندوف، وإطلاق سراح الساكنة المحتجزة في المخيمات، التِي وصفت بـ”تربة خصبة” لمجندي القاعدة وأعمال التهريب، مرورا بتقرير «الواشنطن بوست» الذي أكد هذه الخلاصات، وانتهاءا بصفعة الكتلة الاشتراكية  في البرلمان الأوربي التي ألغت زيارتها إلى تندوف احتجاجا على عراقيل وضعتها السلطات الجزائرية في وجه الوفد.
وبالرغم من خروج أصوات سياسية عاقلة في الجزائر تدعو لتجاوز أسباب التصعيد في العلاقات المغربية الجزائرية، فإن جهود اللوبي المعادي للمغرب داخل دواليب القرار، تواصلت منذ القرارات التي أعقبت أزمة رسالة بوتفليقة للمشاركين في لقاء أبوجا، والتي كشفت الطابع العدائي تجاه المغرب، حيث تم تجميد لقاءات المسؤولين الجزائريين في كل الأنشطة التي تجري بالمغرب، ومقاطعة الأنشطة التي يحتضنهاالمغرب.

لغة العداء ضد المغرب، بالنسبة للمراقبين لما يجرى بالجزائر، ستستمر طيلة الفترة التي تستغرقها الانتخابات الرئاسية بالجزائر، لما لهذه الورقة من أهمية لدى جنيرالات الجزائر الحائرين في ترتيب أوراق هذ الرئاسيات بسبب مرض الرئيس بوتفليقة، وإمعان أنصار البوليساريو التاريخيين داخل القيادة الجزائرية، على الدفع بهذه الخلافات التي تحدث مع المغرب إلى قمة السهم، وإذا اقتضى الأمر اختلاق أحداث، نظير ترحيل اللاجئين السوريين نحو المغرب، لخلق جزر من التوتر، تحقق جزءا من تنفيس الضغط الداخلي الذي تمر به الجزائر. عن الأحداث المغربية.









0 تعليق ل لِـمـاذا تدعو الجزائر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؟

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور