قصص مُثيرة لمغاربة يتخلون عن أسماءهم بحثاً عن إندماج صعب بإسبانيا
زنقة 20 . وكالات
يُغيّر بعض المغاربة المهاجرين إلى اسبانيا أسماءهم تجنبا لإعطاء الكثير من التفسيرات والإجابة عن أسئلة غير ضرورية. لكن بعضهم يحتفظ باسمه رغم المصاعب التي تواجهه في البلد المضيف، لأن اسمه جزءا من تاريخ وثقافته.
الحصول على الجنسية الاسبانية حلم يراود كل مهاجر وطئت قدماه اسبانيا في مشروع هجرة يظل منفتحا على جميع الاحتمالات، وفي نهاية كل سنة ينشر المجلس العام الاسباني للموثقين أرقاما جديدة لمهاجرين مغاربة ظفروا بـ"الجواز الأحمر"، الذي يعني نهاية متاعب تجديد أوراق الإقامة. ويبقى لافتا للنظر دائما رقم إحصائي يشير إلى المغاربة، الذين غيروا أسمائهم عند الحصول على الجنسية. إذ تشير الإحصاءات التي نشرت مؤخرا أنه خلال عام 2013 حصل 7436 مهاجر مغربي على جنسية الاسبانية بينهم 998 مهاجرا استبدلوا أسمائهم المغربية بأخرى اسبانية.
جاء الطيب أو خابيير، وهو مهاجر مغربي في الثلاثينيات من العمر إلى اسبانيا بحثا عن حياة أفضل، بعدما ضاقت به الأرض بما رحبت. عاش عشرة أعوام فوق التراب الاسباني ينتظر اليوم الذي سيحصل فيه على "الجواز الأحمر"، الذي سيمنحه حقوق المواطنة الكاملة في بلد ساقته الظروف للعيش تحت سماءه. لكن تجربة الاندماج في البلد المضيف لم تكن سهلة البتة، وهو ما جعله يقدم على خطوة لا يقوم بها إلا قلة من المهاجرين المغاربة عند التجنيس، أي التخلي عن اسمه المغربي مقابل اسم اسباني يظنه سيسهل اندماجا لاح صعبا منذ البداية.
اختار الطيب/خابيير، المقيم بمدينة مورسية شرق اسبانيا، اسما شائعا في المجتمع الاسباني، وهو "خابيير"، وهو الاسم الجديد الذي صار يعرف به بين رفاق العمل وفي الجامعة التي يتابع بها دراسته، ويقول الطيب/ خابيير في حوار مع DW
"إن السبب الرئيسي الذي جعلني أختار اسما اسبانيا عند التجنيس هو رغبتي في كسر الحاجز الثقافي والنفسي مع المجتمع الذي هاجرت إليه حتى أشعر بنفسي فردا من هذا المجتمع بعيدا عن الصور النمطية التي تنتشر عن المهاجرين خصوصا المغاربة منهم". ويضيف أن "الحصول على الجنسية يعطي للمرء حقوقا جديدة مثل التصويت في الانتخابات التشريعية، مثلما يلزمني ببعض الواجبات باعتباري صرت مواطنا اسبانيا جديدا".
"لماذا غيرت اسمك؟"
ويشير الطيب/ خابيير إلى أن اختيار تغيير الاسم عند التجنيس لا يهدف إلى جني مكاسب مادية "فنيتي لم تكن تحقيق أي منفعة بقدر ما كانت تروم تجنب بعض الأمور السلبية، فهو يسهل نطق الاسم من طرف الآخرين الذين يجدون صعوبة في كتابة أو نطق اسمي العربي، فقد كنت طيلة السنوات الماضية مضطرا لإعطاء الكثير من التفسيرات الزائدة و الإجابة عن أسئلة أعتبرها غير ضرورية خلال قضائي لبعض الأغراض اليومية في الإدارات الإسبانية". والسبب حسب قوله" كل مرة يكتب فيها اسمي من طرف الأسبان بطريقة خاطئة وأجد نفسي ملزما بطلب القيام بتصحيح، وعانيت من هذا الأمر لأكثر من عشر سنوات، لذلك اهتديت إلى أن الحل هو تغيير الاسم عند قيامي بإجراءات التجنيس".
ويسترسل الطيب/ خابيير قائلا "الواقع أنني غيرت اسمي حتى قبل حصولي على الجنسية، لأنني وجدت أن ذلك أفضل لتحقيق التعايش داخل المجتمع الاسباني، رغم أن علي الاعتراف أنني صرت مطالبا بإعطاء تفسيرات من نوع آخر، فالناس يسألونني الآن عن السبب الذي جعلني أغير اسمي من الطيب إلى خابيير أو الدافع وراء اختيار اسم "خابيير" بالذات دون غيره من الأسماء الإسبانية. لكن عزائي، حاليا، أن أشخاصا قليلون فقط هم من يطرحون علي مثل هذه الأسئلة".
"جزء من ثقافتي وتأريخي"
و يرى محمد المرابط، ناشط حقوقي مغربي مقيم بمدريد " أن بعض المهاجرين المغاربة يستبدلون أسمائهم الأصلية بأسماء اسبانية مضطرين بحكم أن ذلك يسهل لهم الكثير من الأمور في حياتهم اليومية ويجنبهم إعطاء الكثير من التفسيرات التي لا يطالب بها الإسبان، لذلك لا يجب وضعهم في قفص الاتهام، بل مساءلة الظروف التي تدفعهم إلى سلوك هذا المسلك الذي يبدو للبعض غريبا".
ويضيف المرابط في لقاء مع DW أن " اتجاه بعض المهاجرين المغاربة إلى تغيير أسمائهم يكشف عن وجود عجز داخل المجتمع الاسباني لتقبل الآخر و للاندماج رغم كل النوايا الحسنة المعلن عنها في هذا الباب، فالمجتمع الاسباني مازال متمسكا بثقافته و يعاني من قصور في تدبير الاختلاف الثقافي داخل مجتمع متعدد"، ويوضح بالقول "أن الإدارات و المؤسسات العمومية في اسبانيا لا تبذل مجهودا كافيا في التعامل مع هذا الاختلاف الذي صارا واقعا خلال العقدين الأخيرين، بسبب موجات الهجرة المغاربية خصوصا".
لكن المرابط نفسه لم يغير اسمه، حسب قوله. فأسمه يعكس هويته وتاريخه ولا يتعارض مع قيم المجتمع الذي يعيش فيه. ويقول" لذلك قررت الاحتفاظ باسمي الأصلي رغم العلاقات المتعددة التي نسجتها مع مختلف شرائح المجتمع المضيف، ورغم أنني اضطر أحيانا إلى إعطاء تفسيرات عن اسمي أو كيفية كتابته بيد أن الأمر لا يزعجني البتة، بحكم أنه رغم اختلافي الثقافي، فأنا أبقى جزءا من المجتمع الاسباني الذي أعيش بين ظهرانيه منذ نعومة أظافري".
من جانبه، يرى والتر أكتيس، سوسيولوجي اسباني مختص في الهجرة المغربية باسبانيا "أنه يجب التمييز في استبدال الاسم بين مستويين، المستوى الأول هو اختيار غير رسمي يلجأ إليه المهاجر المغربي حتى قبل حصوله على الجنسية لتسهيل التواصل مع محيطه في العمل خصوصا، فيختار اسما اسبانيا أو يحور اسمه الأصلي حتى يصبح مفهوما، والمستوى الثاني هو تغيير الاسم عند القيام بإجراءات الحصول على الجنسية". ويضيف أكتيس لـ DW أن " هذا يرجع إلى كون المجتمع الاسباني يقبل بسهولة أكبر، شخصا يحمل اسما اسبانيا مقارنة بآخر يحمل اسما مغربيا، وهذه مشكلة بالنسبة للمجتمع الاسباني لا المهاجر بحكم أنه لا يقبل بسهولة التعددية الثقافية، فعدد من المهاجرين الذين يستبدلون أسمائهم يفعلون ذلك بناءا على شعور لديهم بالإقصاء".
يولدون مسلمين عربا أو أمازيغ مغاربة ويستبدلون أسماءهم المباركة بأخرى نصرانية....أقمت في إسبانيا لما يناهز 20 سنة والكل يعرفني باسمي الحقيقي إبراهيم...لا لعقدة النقص....وقد اندمجت كليا في المجتمع الإسباني دون أن أتخلى عن هويتي...و الإسبان يحبون التعلم ومعلافة كل ما هو غريب......لا لعقدة النقص وتلك التبريرات لاستبدال الأسماء واهية مثل بيت العنكبوت......
يولدون مسلمين عربا أو أمازيغ مغاربة ويستبدلون أسماءهم المباركة بأخرى نصرانية....أقمت في إسبانيا لما يناهز 20 سنة والكل يعرفني باسمي الحقيقي إبراهيم...لا لعقدة النقص....وقد اندمجت كليا في المجتمع الإسباني دون أن أتخلى عن هويتي...و الإسبان يحبون التعلم ومعلافة كل ما هو غريب......لا لعقدة النقص وتلك التبريرات لاستبدال الأسماء واهية مثل بيت العنكبوت......