"التبراع... شعر تفرغ فيه المرأة الصحراوية عن مكبوتاتها دون خجل
زنقة 20 . الأناضول
قالت الباحثة الصحراوية العزة بيروك، إن "التبراع" شعر خاص بالمرأة الحسانية، تتغزل فيه بالرجل، وتتجاوز قيود المجتمع الصحراوي.
جاء ذلك خلال أمسية شعرية، مساء يوم الأحد، خصصتها "رابطة كاتبات المغرب" ضمن فعاليات الدورة العشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء (شمال) لشعر التبراع.
وبحسب مراسل الأناضول، فقد شاركت في الأمسية الشعرية كل من الباحثة العزة بيروك، والشاعرات: البيضة التروزي، وخديجة لعبيد (المعروفة بالناها)، وفاطمة الغالية الشرادي (المعروفة بدستورة)، والشاعرة عزيزة احضية عمر شقواري، رئيسة "رابطة كاتبات المغرب".
كانت مجموعة من المبدعات والكاتبات المغربيات قد أعلن في سبتمبر/ أيلول 2012 عن تأسيس (رابطة كاتبات المغرب)، لـ"جمع شمل كل صاحبات الأقلام الجادة من مختلف جهات المملكة والاحتفاء بإبداعهن وكتاباتهن"، بحسب بيان التأسيس.
وأضافت العزة بيروك في تصريح لوكالة الأناضول أن "شعر التبراع طقس غزلي صحراوي بامتياز، دأبت على إبداعه شاعرات صحراويات كن حريصات على تداوله في سرية تامة"، دون أن توضح وسائل تداوله السرية.
وأشارت إلى أن "التبراع شعر غنائي خاص بالنساء الحسانيات الشواعر، حيث لا يوجد إلا في منطقة بني حسان (جنوب المغرب، والجزائر، وموريتانيا، ومالي)".
وأوضحت أن "كلمة التبراع تحمل معنيين: التبرع أو البراعة، فإذا قلنا إنها من البراعة، فإن المتبرعة يجب أن تكون بارعة في سبك الألفاظ وتنسيقها، وإذا قلنا إنها من التبرع، فإن المتبرعة تتبرع إلى حبيبها بتبراعها دون انتظار المقابل أو ذكر اسمها حتى".
وأوضحت بيروك أن "التبريعة (قصيدة شعر التبراع) تروَّج بدون معرفة قائلتها، نظرًا للضوابط الاجتماعية والسلوك الديني الطاغي في المنطقة الصحراوية، وأنها مازالت متداولة في مجتمعات البيضان".
والبيضان أو البيظان، وهو اسم يطلق على كلام بني حسان من العرب والبربر البيض، ومن لحق بهم من السود في موريتانيا، وغرب مالي، وجنوب الجزائر، وشمال السنغال.
وأشارت الباحثة الصحراوية إلى أن "شعر التبراع عرف تطورًا كبيرًا في موريتانيا، حيث أصبحت المرأة المتبرعة تفصح عن نفسها، مثل ما تفعله اليوم الشاعرة الموريتانية الراضة بنت الفاضل، التي تعتبر أبرع متبرعة في موريتانيا تصرح باسمها"، بحسب قولها.
وبينت بيروك أن "شعر التبراع وصل إلى درجة كبيرة من الفحش، حيث تعبر فيه المرأة الصحراوية عن مكبوتاتها دون أي خجل، خاصة أن المرأة الحسانية تحظى بمكانة مهمة في المجتمعات الصحراوية، حيث تستقبل ضيوفها في غياب الرجل، وتزداد قيمتها في قلب الرجل إذا تعددت زيجاتها".
ومن جانبها، قالت الشاعرة عزيزة احضية عمر شقواري، رئيسة "رابطة كاتبات المغرب"، إنه "بعد أربعين سنة من استرجاع المغرب لأقاليمه (محافظاته) الجنوبية، لم يتمكن من الوصول إلى منبع الصحراء، ألا وهو المرأة، إلا اليوم، حيث استمع الملتقى إلى شعر التبراع بإلقاء شواعره".
وأضافت احضية أن "الرابطة تمكنت من فتح فرعين لها في الصحراء في جهة العيون الساقية الحمراء بوجدور (بإقليم الصحراء)، وجهة وادي الذهب لكويرة (بإقليم الصحراء)، ووصلت إلى 73 شاعرة متمكنة، منهن من قضين نحبهن".
وأشارت إلى أن "الرابطة ستحتفل للمرة الثانية يوم 9 مارس/ آذار المقبل بالرباط باليوم الوطني للمبدعة المغربية، من خلال الاحتفاء بالكاتبة والمبدعة زهرة زيراوي".
وتميزت الأمسية الشعرية بالحضور الكبير للمهتمين، وبحضور الفنان الشاب فريد غنام، الذي تغنى بالشعر الحساني، بحسب مراسل الأناضول.
واختتمت فعاليات الدورة العشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء (شمال)، التي نظمتها وزارة الثقافة المغربية بتنسيق مع مكتب معارض الدار البيضاء، مساء يوم الأحد، وشارك فيه حوالي 800 ناشر من 54 دولة.