إسبانيا تحقق مع مسؤولين بمليلية سلموا مهاجرين أفارقة للأمن المغربي

زنقة 20 . الأناضول

استمع قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بمليلية، مساء الثلاثاء، إلى كل من عبد المالك البركاني مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، وميكيل أنخيل كارسيا، قائد الحرس المدني الإسباني بالمدينة، بحسب وسائل إعلام إسبانية.

التحقيقات تأتي وذلك على خلفية إقدام عناصر الحرس المدني (قوات عسكرية تمارس مهام الشرطة) خلال الفترة الممتدة ما بين 7 و10 فبراير/ شباط الجاري، على تسليم أكثر من 21 مهاجرًا أفريقيًا إلى السلطات المغربية.

تسليم المهاجرين جاء عبر إحدى البوابات الحديدية الموجودة على السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية الواقعة بشمال شرق المغرب، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة الدولة الإسبانية، بعدما كانوا تمكنوا من اختراق المعبر الحدودي لمليلية بواسطة سيارتين.

وأوضحت وسائل الإعلام الإسبانية، أن تحريك المتابعة القضائية في حق المسؤولين الإسبانيين بمدينة مليلية، جاء بعد شكوى تقدم بها كل من مصطفى ابرشان رئيس حزب الائتلاف من أجل مليلية (حزب محلي معارض) وخوسي بلاثيون، رئيس جمعية "الدفاع عن حقوق الطفل بمليلية" (غير الحكومية).

واستندت الشكوى إلى شريط فيديو تم بثه مؤخرًا على موقع "يوتيوب"، يُظهر عناصر من الحرس المدني الإسباني وهم يسلمون المهاجرين الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء إلى الجانب المغربي.

وقال عبد المالك البركاني، مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، الثلاثاء، في تصريحات لوسائل الإعلام أمام باب المحكمة، إنه أكد لقاضي التحقيق أن "عملية تسليم المهاجرين الأفارقة من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني للسطات الأمنية المغربية تمت بشكل قانوني وفق ما تنص عليه الاتفاقية الموقعة بين المغرب وإسبانيا في هذا الإطار".

كان وزير الداخلية الإسباني "خورخي فرنانديث دياث"، قد أقر بوجود حالات طرد غير قانونية لمهاجرين من دول جنوب الصحراء عبر السياج الحديدي بمليلية، وفق تصريحات سابقة للصحافة الإسبانية.

وأشار إلى أنه "من الممكن أن تكون هناك حالات بعينها يتم فيها خرق قانون الأجانب حينما يتم طرد مهاجرين من جنوب الصحراء لا يملكون وثائق الإقامة عبر سياج مليلية".

ويظهر شريط الفيديو، الذي اطلع عليه مراسل وكالة الأناضول، عناصر أمنية مغربية وهم يتسلمون المهاجرين الأفارقة من جانب عناصر الحرس المدني الإسباني بمليلية.

ووصف حقوقيون من مليلة عملية طرد المهاجرين الأفارقة من جانب السلطات الأمنية الإسبانية بمليلية، بـ"غير القانونية"، مع الإشارة إلى أن القانون الإسباني "لا يسمح بطرد المهاجرين مباشرة من الحدود، بل يتعين استصدار قرار قضائي يقضي بالطرد مع تمكين هؤلاء المهاجرين من المساعدة القضائية" .

وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي توضيح من جانب السلطات المغربية حول مشاركة عناصر أمنية تابعة لها في عملية تسلم المهاجرين الأفارقة المطرودين من طرف عناصر الحرس المدني الاسباني، قررت السلطات الإسبانية، الثلاثاء، منع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي في تصديها لمحاولات المهاجرين الأفارقة الدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، حسب مصدر في وزارة الداخلية.

ويأتي القرار الجديد بعد أن لقي 15 مهاجراً بشكل غير شرعي حتفهم في 13 يناير/ كانون الثاني أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الإسبانية عبر سبتة ومليلية، وهو ما أثار جدلا واسعا بإسبانيا.

وكان أكثر من 100 مهاجر أفريقي غير شرعي تمكنوا، الاثنين الماضي، من التسلل إلى مدينة مليلية عبر اجتياز السياج الحديدي المحيط بالمدينة والذي يصل طوله في بعض المناطق إلى 7 أمتار، بعد هجوم جماعي نفذه أكثر من 300 مهاجرا حسب مصادر أمنية مغربية.

يشار إلى أن سبتة ومليلية تحولتا خلال الأشهر الأخيرة، إلى ممر للهجرة غير الشرعية بين أفريقيا وأوروبا.

وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي ينتظرون العبور إلى المدينتين، نجح 300 منهم فقط في عملية التسلل، في حين سقط آخرون قتلى وجرحى في تصدي القوات المغربية والإسبانية لمحاولاتهم المتكررة.