أزيد من 200 مهاجر أفريقي يقتحمون السياج الحدودي لمليلية المُحتلة
زنقة 20 . الأناضول
تمكن أكثر من 200 مهاجر أفريقي غير شرعي، اليوم الجمعة، من التسلل إلى مدينة مليلية، شمال شرق المغرب، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية، عبر اجتياز السياج الحديدي المحيط بالمدينة.
وقال عادل أكيد، عضو لجنة الهجرة واللجوء بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور (غير حكومية)، إن أكثر من 200 مهاجر من الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء المتواجدين بطريقة غير قانونية فوق الأراضي المغربية، تمكنوا من اجتياج السياج الحديدي للمدينة .
وأوضح أكيد في تصريح لوكالة الأناضول أن " أكثر من 300 مهاجر غير شرعي شاركوا صباح اليوم، في عملية اقتحام السياج الحديدي لمليلية "، إلا أن مصادر بالسلطات الإسبانية قالت إن 214 مهاجرا فقط تمكنوا من التسلل.
فيما قالت شرطة مليلية بأن "المتسللين رشقوا عناصر الحرس المدني الإسباني المكلفة بحراسة السياج بالحجارة والزجاجات، مما تسبب بإصابة أحدهم بجروح طفيفة".
وفي ذات السياق، قال مسؤول أمني مغربي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "تدخل السلطات الأمنية المغربية المكلفة بحراسة السياج الحديدي لمليلية أسفر عن إيقاف أكثر من 100 مهاجر أفريقي من منفذي الهجوم الجماعي".
وكانت السلطات الإسبانية، قررت الثلاثاء الماضي، منع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي في تصديها لمحاولات المهاجرين الأفارقة الدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، على خلفية مقتل 15 مهاجراً بشكل غير شرعي في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الإسبانية عبر سبتة ومليلية، وهو ما أثار جدلا واسعا بإسبانيا.
من جهته، قال مسؤول بالمستشفى الإقليمي الحسني بالناظور إن "المستشفى استقبل أكثر من 34 مهاجرا إفريقيا لتلقي العلاج، إصابتهم خفيفة، في حين يوجد مهاجر واحد بقسم العناية المركزة بالمستشفى لإصابته بجروح بليغة".
وأضاف أكيد أن "من بين المتسللين امرأة كاميرونية أصيبت برضوض نتيجة الاحتكاك بالسياج الحديدي الشائك المحيط بمليلية".
وكانت مدينة مليلية، شهدت يوم الاثنين الماضي، تسلل أكثر من 100 مهاجر أفريقيً إلى المدينة بعد هجوم جماعي نفّذه نحو 300 مهاجر ممن كانوا يتواجدون منذ مدة في الغابات والأحراش المحيطة بمدينة مليلية.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي ينتظرون العبور إلى مدينتي مليلية وسبتة، في حين نجح أزيد من 4354 مهاجرا، غير شرعي العام الماضي من التسلل إلى المدينتين، وسقط آخرون قتلى وجرحى في تصدي القوات المغربية والإسبانية لمحاولاتهم المتكررة.
وتتكرر بشكل دائم محاولات اقتحام المهاجرين الأفارقة، المنحدرين من دول جنوب الصحراء والمتواجدين بطريقة غير شرعية فوق الأراضي المغربية، للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية، وهي العمليات التي تتصدى لها قوات الأمن المغربية والإسبانية المرابطة على السياج الحديدي.
وكانت إحدى عمليات الاقتحام الجماعي لسياج مليلية من جانب المهاجرين الأفارقة، قد أسفرت خلال بداية شهر يوليو/ تموز 2012، عن مقتل عنصر من القوات المسلحة الملكية (المؤسسة العسكرية للمملكة المغربية) على أيدي مهاجر إفريقي من جنسية مالية، والذي يوجد حاليًا رهن الاعتقال بالسجون المغربية، ويواجه تهمة القتل أمام المحكمة العسكرية بالرباط.
وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة، وهو مجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية.