هل تفتح الدولة الحوار معَ النشطاء الصحراويين لدحض إنفصال الصحراء؟


زنقة 20 . وكالات

يدور النزاع الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو، ومنذ ان اصبحت حقوق الانسان محورا بالسياسة الدولية، حول حقوق الانسان بالمنطقة المتنازع عليها، ورغم ان معركة حقوق الانسان، ليست معركة لحسم النزاع، الا ان كل طرف من اطراف النزاع يحاول كسب اوراق يضيفها لملفه. 

واذا كانت منابر وميادين المواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو متعددة، فإن مدن الصحراء تبقى الميدان الاساسي فإن ذلك يعطي للناشطين الحقوقيين، حتى وان كانوا كثيرا ما يخلطون بين الحقوقي والسياسي، دورا اساسيا بالنزاع وتطوراته وهو ما حفز برلمانية مغربية وقيادية بحزب معارض الى دعوة السلطات في بلادها لفتح قنوات حوار مع الناشطين المؤيدين لجبهة البوليساريو بالمدن الصحراوية.

ويشارك وفد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الانسان المؤيدين لجبهة البوليساريو في الدورة 26 لمجلس حقوق الانسان التي تعقد بجنيف منذ يوم الثلاثاء 10 حزيران/ يونيو الجاري حيث ينشطون التعريف بوضعية حقوق الانسان بالمناطق المتنازع عليها وما تمارسه (حسب هؤلاء الناشطين) السلطات المغربية من انتهاكات لحقوق الانسان.

في الوقت نفسه تعد منظمة العفو الدولية (امنستي) تقريرا خاصا عن وضع حقوق الإنسان في الصحراء وكلفت وفدا يقوم خلال هذه الايام بزيارة للمدن الصحراوية حيث أجرى اتصالات مع الجمعيات التي يترأسها صحراويون من الموالين لجبهة البوليساريو مثل تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان التي ترأسها الناشطة أمينتو حيدر والجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية وذلك بهدف إنجاز تقرير حول خروقات حقوق الإنسان في الصحراء لتقديمه الى عدد من المنظمات الدولية الأخرى وإرساله الى السلطات المغربية.

وتؤكد مصادر من أمنيستي أن عملها يدخل في رصد خروقات حقوق الإنسان في نزاع، الا ان السلطات المغربية رغم ما تقدمه من تسهيلات للمنظمات والهيئات الحقوقية التابعة للامم المتحدة او مستقلة، والانفتاح في تعاطيها مع وفود هذه المنظمات الا انها ترى في تقاريرها انحيازا لجبهة البوليساريو، ان كان من خلال المبالغة وتضخيم ممارسلات فردية تقع بالمدن الصحراوية او تجاهل هذه المنظمات لما يقع في مخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر التي تقع تحت سيطرة جبهة البوليساريو من انتهاكات جسيمة لحقوق اللاجئين ان كان حق التنقل او حق التعبير.

وقال الناشطون الصحراويون الذين التقوا وفد منظمة العفو الدولية ان أعضاء الوفد الذي ترأسه سيرين راشد عبروا عن استيائهم لاستمرار السلطات المغربية في «تعنيف الصحراويين وارتفاع وتيرة التعذيب بشكل ملحوظ» في الصحراء.

ويطلق مغربيا على الناشطين المؤيدين لجبهة البوليساريو اسم «بوليساريو الداخل» او انفصاليي الداخل» وينظر لهم بارتياب وترفض السلطات فتح اي حوار معهم ويمكن ان يوصفوا من بعض االاوساط بالخونة الا ان النائبة الاشتراكية حسناء ابو زيد تساءلت «كيْف يُمكن للمغرب أن يفتح قنوات الحوار الرسميّ مع قوى متطرفة، وصل بها الأمر إلى حدّ تنفيذ أعمال عنف، ممثلة في تيّار السلفية الجهادية، ولا تفتح قنوات الحوار مع فئة من المواطنين، بعيدةٍ تماما عن العنف».

ونقل موقع إخباري مغربي، عن حسناء ابو زيد وهي عضو بالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض قولها «المغرب قادر على فتح مثل هذه الحوارات، لكن الخطير هو ألا نكون مستعدّين للنقاش مع فئة من أبناء البلد، لديهم توجّهٌ يجعلهم يحسبون أنّ مستقبل الصحراء لا يمكن أن يكون إلا في ظل الانفصال، رغم أنّ مجموعة من التجارب الدولية أثبتت فشل هذا الخيار، والحوار معهم وحده الكفيل بدحْض هذا التوجّه».

وانتقدت «الخطاب السيء»، الموجّه إلى الناشطين الصحراويين في اشارة لمبادرة شبيبة حزبها بلقائها مع شبيبة جبهة البوليساريو وقالت «لقد ظللنا نعيش لسنوات في الصراع، وكان رأي شبيبة الحزب أنّ الدفاع عن قضية الصحراء يقتضي فتح مجال الحوار، في ظلّ مقترح الحكم الذاتي، عوض إسالة الدماء»، وأضافت «لا يمكن أن نحاور من نوجّه إليه خطابا سيّئا للغاية، وبعد ذلك نطالبه بالجلوس معنا إلى طاولة المفاوضات، هذا غير مقبولٍ وخارج أدبيات وثقافة الحوار».

وأضافت « أنّ جميع مقرّري الأمم المتحدة الذين يستقبلهم المغرب يقرّون بأنّه ليس هناك انتهاك ممنهج لحقوق الإنسان في الصحراء، ولكن هناك انزلاقات، فما الإشكال أن نقول إنّ هناك تضييقا على جمعيات حقوق الإنسان في المناطق الجنوبية، والتي كان من الممكن أن يكون لها توجّه آخر لو أتيح لها حقّها في ممارسة عملها بدون تضييق».









0 تعليق ل هل تفتح الدولة الحوار معَ النشطاء الصحراويين لدحض إنفصال الصحراء؟

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور