رمضان المغرب. مساجد مكتظة واستعدادات خاصة لإستقبال 'ضيوف الرحمن'
زنقة 20 . وكالات
في كل شهر رمضان من كل عام، تستقطب مساجد المغرب المصلين أكثر من أي شهر آخر خلال العام، لأداء صلاة التراويح بعد العشاء، ولأداء صلاة التهجد قبل صلاة الفجر، في تقليد سنوي، لتستعد المساجد كل يوم طيلة 30 يوما لاستقبال "ضيوف الرحمن".
ويتزايد الإقبال على المساجد في شهر رمضان في المغرب، لتشكل الفضاء الجماعي المفضل للمغاربة ليلا، إلى جانب المقاهي، خاصة أن شهر الصيام يتزامن مع فصل الصيف.
وتستعد المساجد كل سنة لشهر رمضان بأشغال تنظيف وصباغة إذا تطلب الأمر، وبمعدات للصوت لسماع الآذان، وبتجهيز فضاءات خارج المسجد كمصليات إضافية، للاستجابة للطلب المتزايد على "بيوت الله"، كما يلقب المغاربة المساجد.
شهر الأصوات الجميلة
وخلال كل شهر رمضان ترتفع الأصوات الجميلة بقراءة القرآن الكريم خلال صلاة التراويح ليلا، ليقصد الرجال والنساء، والصغار كما الكبار المساجد، مقصدا للعبادة في "شهر العبادات".
ويولي المغرب للمساجد "اهتماما مستمرا" عبر سياسات حكومية، من خلال الإشراف المباشر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وخلال رمضان هذا العام، وجه الملك محمد السادس بمناسبة شهر رمضان، بفتح 117 مسجدا أمام المصلين، سواء من المساجد الجديدة في البناء أو التي خضعت للترميم.
وفي سياق مشروع إصلاح الحقل الديني في المغرب، الذي بدأ قبل جوالي 10 سنوات، أصدر الملك محمد السادس "قانونا تنظيميا" يوضح الإطار المهني للعاملين في المساجد، ففي العام 2013، أنفقت الرباط حوالي مليارين من الدراهم على المساجد.
وتتحدث أرقام رسمية عن عشرات الآلاف من المصلين الذين يصطفون كل ليلة في مساجد المغرب، ففي مسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب، يصلي العشاء والتراويح في العشر الأواخر من رمضان كل عام أكثر من 50 ألف مصلٍ.
ومع ارتفاع الإقبال على المساجد في رمضان، يعود المغاربة إلى الملابس التقليدية المغربية، وعلى رأسها الجلباب الرجالي والنسائي لرمزيته الثقافية والدينية للمغاربة.
وبعد انتهاء صلاة التراويح، تكون الاستراحة للجميع، قبل العودة للمنازل في المقاهي، فتكتظ هذه الفضاءات الجماعية بالباحثين عن قهوة أو شاي أو ماء أو مشروب غازي بارد.
فتسجل المقاهي في المغرب ساعات ذروة الرواج الليلي الرمضاني، ما بين 22:00 ليلا و01:00 صباحا، بسبب قصر الليل الرمضاني هذا العام لتزامنه مع الصيف.
ولا يحبذ المغاربة تناول وجبة الإفطار في المقاهي والمطاعم خلال رمضان، إلا فئة قليلة، فوجبة الإفطار الرمضانية هي موعد للاجتماعات الأسرية في المنزل، وفق تقاليد المغاربة.