صحراويات يلاحقن أزواجهن في موريتانيا وموريتانيات إبتلعت مدن الصحراء أزواجهن
زنقة 20 . وكالات
إختفاء الأزواج عن الزوجات ما بين المدن الموريتانية ومدن الصحراء ظاهرة في غاية الطرافة والغرابة، تنشغل بها حاليا صفحات التواصل الإجتماعي وتتحدث عنها المواقع الإعلامية الموريتانية المستقلة، ويتندر بها في الصالونات.
الظاهرة بدأت مع فتح الحدود الموريتانية المغربية وانتظام حركة النقل بين مدينة الداخله الصحراوية المغربية ومدينة نواذيبو الموريتانية بعد استكمال الطريق المعبد الرابط بين المدينتين منتصف تسعينيات القرن الماضي.
انسيابية التنقل، بعد قرون من النوى والتباعد، فتحت الباب أمام رجال موريتانياللهروب من الملل القاتل داخل الأقفاص الزوجية الضيقة إلى مدن العيون والداخلة حيث الصحراويات الفاتنات المتشوقات لأزواج من وراء الحدود..
يقول موقع «نواذيبو اليوم» في تناوله لهذه الظاهرة «إن العديد من النساء الصحراويات القادمات من الأقاليم الصحراوية الى انواذيبو لقضاء العطلة الصيفية، يلاحقن أزواجهن الموريتانيين وذالك بعد اختفاء الأزواج عن بيوتهم فى المغرب بحجة ما، والزواج في موريتانيا بعد الإختفاء».
ثم يضيف الموقع «ومع ذلك يمتنع هؤلاء الرجال عن إعطاء وثيقة الطلاق لزوجاتهم الصحراويات مما شكل ظاهرة بدأت تتسبب في واقع مر للمطلقات، لأن قانون مدونة الأحوال الشخصية فى المغرب يفرض على المرأة إحضار إفادة طلاقها من زوجها السابق قبل أن يسمح لها بزواج جديد، لكن اختفاء الأزواج يحول دون حصولهن على طلاق مسجل وموثق».
هذه الظاهرة المتفشية جعلت صحراويات عديدات يعدلن عن الزواج فيتجولن سنوات بين نواكشوط ونواذيبو بحثا عن أزواجهن الهاربين الى وجهة غير معلومة .
ونقل «نواذيبو اليوم» قصة زواج الصحراوية خديجة(23 سنة) من موريتاني يعمل ناقلا بين موريتانيا والمغرب بعد قصة حب دامت سنتين عن طريق الصدفة.
«فبعد اللقاء الأول تزوجت خديجة من الناقل الموريتاني وعاش معها في المغرب في مدينة العيون وبعد مدة عاد الى موريتانيا، وأصبحت لا تجد منه سوى مكالمة هاتفية يخبرها خلالها عن عدم تمكنه من العودة إليها في ظرفيته الحالية».
وعن هذه الظاهرة يقول محمد ولد اصنيبة (45 سنة) أحد الهاربين السابقين من قفص الزواج في موريتانيا «معروف أن «رجل البيظان» كما يسمى، رجل ذواق مطلاق وهو ما يتجلى في ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعات الصحراء الكبرى التي تشمل موريتانيا والصحراء الغربية وشمال مالي».
أما محمد عالي ولد محمد (51 سنة) وهو ناشط اجتماعي فيرى أن «ظاهرة الهروب تعود، بالنسبة للموريتانيين، حرارة ضيافة العائلات الصحراوية التي تجعل الزوج الموريتاني القادم من مجتمع بدوي ينبهر بما في بيوتات العيون من حياة مخملية ورفاه».
ظاهرة اجتماعية خلقتها العنوسة وربط لحمتها وسداها، حنين المجتمع الصحراوي بعضه إلى بعض، فالعشرات من الصحراويات يتجولن في موريتانيا بحثا عن أزواج مفقودين أو هاربين والعشرات من الموريتانيات يلاحقن أزواجا بلعتهم مدن الصحراء واختاروا الهروب من شظف العيش إلى ليالي ألف ليلة وليلة.