"الديمقراطيون الجدد"... الحزب البكر بعد دستور فاتح يوليوز
زنقة 20 . وكَالات
ليس حزب "الديمقراطيون الجدد"، الذي أبصر النور أخيراً في المغرب، رافعاً شعاراً براغماتياً "قليل الإيديولوجية وكثير الفعالية"، الحزب السياسي الأول على الساحة المغربيّة، مع وجود 37 حزباً سبقوه، لكنّه الحزب الأوّل الذي ينشأ بعد دستور عام 2011، بعد تصويت المغربيين بالإجماع عليه في خضمّ انطلاق "الربيع العربي" في دول الجوار.
وأعلن مؤسس الحزب، الدكتور محمد ضريف، وهو أستاذ جامعي ومحلّل سياسي، أنّ حزبه "يتخندق" حالياً في صفوف المعارضة، لكنّه ترك الباب موارباً أمام أي تحالف مع الحكومة في المستقبل.
وقال ضريف، في المؤتمر التأسيسي للحزب، الذي انعقد في اليومين الأخيرين، في مدينة بوزنيقة، إنّ حزبه "يفتح ذراعيه لجميع الطاقات، التي لم تجد نفسها، في أحزاب سياسية أخرى، وينهج معارضة السياسات العموميّة، وليس الإيديولوجيات".
ونفى ضريف أن يكون لحزبه أي اصطفاف إيديولوجي ضيق، إذ أنّ الحزب "يبتعد قدر الإمكان، عن التخندق في صفوف اليساريين أو الإسلاميين أو الليبراليين، بقدر ما ينحاز للمجتمع". وأكّد، رداً على أنباء أفادت بأنّ حزبه يشكل غطاء سياسياً لـ"جماعة العدل والإحسان"، أكبر تنظيم إسلامي معارض من خارج المؤسسات، أن حزب "لا يستوعب جماعات أو تيّارات أخرى".
من جهته، أفاد قيادي من الجماعة، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ جماعة "العدل والإحسان" لا تنوي التحزّب مباشرة ولا عن طريق أحزاب قائمة، معتبراً أنها "صاحبة موقف مبدئي، رافض لدخول العمل السياسي في ظلّ النظام الحالي".
من جهته، أوضح ضريف أنّ حزبه "هيئة سياسية يتمّ تأسيسها في عهد الحكومة الحالية، التي ولدت في سياق "الربيع العربي"، ويقودها حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي"، معتبراً أنه "حزب وُلد من رحم "الاستثناء" المغربي في منطقة مضطربة".
وعزا الزعيم الحزبي نشوء ما يسميه البعض "الاستثناء المغربي"، من بين دول عربية أخرى شهدت ثورات، إلى أنّ العوامل التي أدّت إلى تلك الانتفاضات العربية لم تكن موجودة في المغرب، الذي كان يعرف أجواء من حرية التعبير والتعدّدية السياسيّة.
وتابع قائلاً، إن الغاية من تأسيسه للحزب الجديد، تتمثّل في المساهمة بالمرحلة السياسيّة الراهنة، التي تلت المصادقة على دستور 2011، والذي أشّر بقوة على الانتقال من ملكيّة تنفيذيّة إلى ملكيّة جديدة، بعد أن منح النص الدستور صلاحيات عدّة للحكومة والمعارضة.
وقال إن حزبه سيحاول "مصالحة الشباب المغربي مع العمل السياسي، خصوصاً في خضم عزوف كبير أبدته فئة الشباب إزاء المشاركة في الانتخابات الماضية، انطلاقاً من أنّ "الشريحة الكبيرة في الحزب هم من الشباب".
وكان لافتاً خلال المؤتمر التأسيسي للحزب ما قاله سفير تونس في المغرب، شفيق حجي، الذي وصف شعار الحزب بأنه "ذكي لاختياره الواقعيّة السياسيّة بعيداً عن الإيديولوجيّة"، مؤكداً أنّ "المغرب شهد ثورة منذ سنوات باعتماد طريق الإصلاح".
واعتبر حجي أن تأسيس الحزب الجديد هو نتاج تدشين عدد من الإصلاحات السياسيّة التي عرفتها المملكة إثر إقرار دستور سنة 2011، لافتاً إلى أنّ المغرب عاش ربيعه الخاص بنهج المصالحة والإنصاف، ولا يمكنه أن يفرط في هذه المكتسبات، على حد تعبيره.