المعلمة بريئة من دم التلميذ.. فهل ستتم معاقبة الخائضين في هذا الإفك؟
زنقة 20
أظهرت نتائج التشريح الطبي للطفل التي توفي بساحة مدرسة الحنصالي الإبتدائية بمدينة المحمدية، أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية، عكس ما تم تداوله بشأن أن سبب الوفاة نجم عن تعنيف أستاذته.
سبب الوفاة إذن هو سكتة قلبية، ولاعلاقة للمعلمة بها، لا من قريب ولا من بعيد.
فماذا عن المعلمة التي عانت الأمرين منذ بداية انطلاق الموسم الدراسي الحالي؟ ماذا عن نفسيتها وعن صدمتها بعد أن كانت كل الأصابع تشير إليها متهمة إياها بقتل طفل بريء؟.
ماذا عن وسائل الاعلام التي نشرت خبرا مفاده أن طفلا بريئا قتلته أستاذته بمدرسة بالمحمدية تزامنا مع بداية العام الدراسي الجديد؟.
ماذا عن الأفواه التي رفضت أن تنتظر نتائج التشريح الطبي للوقوف على سبب وفاة الطفل؟.
الطفل وافته المنية بينما كان يلعب في فناء المدرسة رفقة زملاء الدرس. صحيح أنها عنّفته رفقة بعض التلاميذ، لكنه لفظ أنفاسه بعيدا عنها وبالساحة بينما كان يلعب، كما أنه لا علامات لضرب مبرح للاستاذة على جسد الطفل.
ما مصير تلك الأفواه التي أبت إلا أن تتهم المعلمة عنوة بقتل طفل؟ وماذا عن أم الطفل التي أبت إلا أن تحمّل وبشدّة مسؤولية وفاة ابنها، ذو 11 ربيعا، لمعلمة اللغة الفرنسية التي عاقبته، ثم حلّت فرصة الإستراحة، فانطلق رفقة رفاقه للعب بالساحة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة؟.
ما هو ذنب تلك الأستاذة البريئة -بقرار الطب الشرعي-، لتشير لها كل تلك الأصابع بالاتهام؟ من يعيد لها حقها ومن يعيد لها كرامتها التي أهينت. وأصبحت أشهر من النار على العلم. ولمن يعود الفضل في تشويه صورتها؟.
قديما كنا نردد دون خجل "قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، فلماذا في زمننا أصبحت صورة المعلم باهتة وناقصة وكأننا نقول: "قم للمعلم ووفه التنكيلا، كاد المعلم أن يكون ذليلا". من ساهم في نشر هذه الصورة؟
من ساهم في تنقيص صورة المعلم حتى أصبح كل من هب ودب يقلل من احترامه؟.
للإشارة، فإن والدة التلميذ المتوفى عصام أوبلال، التي سبقت وأن فقدت ابنا آخرا قبل نحو ثمان سنوات بنفس السبب، لم تتردد في اتهام المعلمة بقتل ابنها ذو الـ 11 ربيعا.
الحادثة أثارت زوبعة كبيرة في مدينة المحمدية، بعد أن سقط الطفل عصام مغشيا عليه بساحة المدرسة، فنقل على عجل الى مستشفى مولاي عبد الله حيث لفظ أنفاسه، لتحال جثته على مركز الطب الشرعي بالمدينة لتحديد أسباب الوفاة. وفتح تحقيق في القضية خصوصا بعد أن أشارت كل الأصابع الى المعلمة واتهامها بالقتل المباشر للطفل.
في ألمانيا، طالب الأطباء والمهندسون المستشارة أنجيلا ميركل بأن ترفع أجورهم للتساوى وأجور المعلمين، فأجابتهم: "كيف تطالبون بأن تتساووا مع من علموكم".. يحدث هذا في ألمانيا، أما عندنا، فالمعلم هو الحائط القصير، الذي أصبح في مرمى كل من هب ودب للنيل منه ومن كرامته.