القصة الكاملة لعجوز في سن 86 دخلت السجن عندما رفضت التنازل عن حقها
زنقة 20
أفرج منتصف ليلة أمس الثلاثاء 30 شتنبر 2014 عن “الطاهرة” البالغة من العمر 86 سنة والتي كانت قد وضعت رهن الاعتقال بسبب نزاع حول أرض بجماعة تزكين دائرة أمزميز ضواحي مراكش. وفي مبادرة جميلة وعفوية حج العشرات من المواطنين إلى باب سجن بولمهارز، بعدما علموا بخبر الإفراج، للتعبير عن تضامنهم مع السيدة العجوز، ومشاركتها فرحتها باعتناق الحرية بعد 8 أيام و7 ليالي قاسية من الاعتقال.
واستأثرت قضية هذه السيدة باهتمام واسع من قبل المواطنين والحقوقيين بعد وضع شريط فيديو على موقع يوتوب يتوسل فيها ابنها من المسؤولين إنصافها ويستغرب اعتقالها في هذا السن المتقدم. وعاينت التجديد كيف أن الطاهرة خرجت من باب السجن وهي في حالة صدمة من هول ما وقع لها، وردت على تحية مستقبليها وعلى أسئلة وسائل الإعلام بالانخراط في بكاء طويل قبل أن تنطق بكلمات أمازيغية حانقة عبرت فيها عن إحساسها بالإهانة والذل وطالبت بإنصافها وإبعاد شبح الاستيلاء على الأرض التي ورثتها شرعا وتصرفت فيها لأكثر من 40 سنة.
وخلال حديثها سقطت أرضا مغمى عنها قبل أن تستفيق بعد دقائق. وقال أحد أقاربها إن مصالح الدرك الملكي اعتقلتها يوم الاثنين الماضي بعد وضع شكاية من خصمها يتهمها بالضرب والجرح خلال عملية ترسيم حدود الأرض المتنازع عليها. وأضاف أن الإفراج عن الطاهرة تم بعدما قضت المحكمة الابتدائية في حقها بشهرين حبسا موقوفة التنفيذ و500 درهم غرامة، وهو الحكم الذي سيستأنفه محاميها للحصول على البراءة التامة.
وفي القضية الأصلية وحسب الوثائق التي حصلت عليها التجديد فإن خصمها استطاع الحصول على حكم غير نهائي لصالحه بعد أن أدلى بوثيقة تشير إلى شرائه بقعتين أرضيتين مساحتهما الإجمالية (6 و3 عبرة زريعة من شعير(أقل من هكتار واحد) من أخ السيدة بصفته وريثا بثمن 40 ألف درهم، وهو البيع الذي اعترضت عليه السيدة لكون تلك الأرض كانت من نصيبها خلال عملية توزيع الإرث وتتصرف فيه منذ ما يزيد من 40 سنة.
وأشارت الوثائق أن الطاهرة حصلت على حكم لصالحها ابتدائيا واستئنافيا في الموضوع قبل ذلك معللا بكون البائع (أخ السيدة) لم يدل بأية وثيقة تثبت تملكه للأرض قبل أن يلجأ خصمها خلال مرحلة النقض إلى إعادة القضية من جديد إلى بدايتها. وأضاف قريب السيدة أن الخصم وهو من أعيان المنطقة حاول يوم الأحد ما قبل الماضي رسم حدود الأرض بمساعدة بعض الأشخاص بالرغم من أن القضية مازالت في طور النقض، لكن العجوز الذي تسكن بمنزل بالأرض ذاتها منعته دون أن تلحق به أو بأحد أعوانه أي أذى. وأكد المصدر أن القضية تعود إلى سنة 2008 تاريخ بيع الأرض وقطعت مراحل كثيرة في المحاكم منذ سنة 2009.