الحسيمة : الحقيقة والتاريخ، أسئلة الاعداد للمنتدى العالمي لحقوق الانسان
زنقة 20 . الحسيمة
تحضيراً للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان والذي ستحتضنه مدينة مراكش ما بين 27 و30 نونبر من العام الجاري ,نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الحسيمة الناضور منتدى جهوي حول الحقيقة ,التاريخ والذاكرة يومي 17 و18 أكتوبر 2014 بمدينة الحسيمة .
المنتدى وحسب اللجنة المنظمة رام إلى فتح أوراش للتداول حول أهم الأسئلة التي رافقت التجربة المغربية للعدالة الإنتقالية في ترابطها بمسار البناء الديمقراطي ,وذلك من أجل الوقوف عند حصيلة هذه التجربة ومساءلة منجزها في مجالات كشف الحقيقة وكتابة التاريخ وحفظ الذاكرة .
المنتدى الجهوي الذي عرف حضوراُ هاماُ من أقاليم الناضور ,الدريوش فالحسيمة ,استقطب أيضاُ أساتذة جامعيين من مدن مختلفة ومهتمين بالمجال الحقوقي وفاعلين جمعويين وفنانين وكذا ضحايا سنوات الجمر والرصاص خاصة بالريف.المنتدى أراد له منظموه أن ينتظم في ثلاث فعاليات أساسية تعالج موضوع الحقيقة ,التاريخ والذاكرة وتتوزع على الندوات العلمية والورشات الموضوعاتية ثم الأنشطة الفنية والثقافية .
الندوة الإفتاتحية التي تمحورت حول الحقيقة والحق في معرفة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان ,والتي عرفت تدخلات من طرف اساتذة جامعيين ومهتمين بالحقل الحقوقي وكذا تجاوباُ وتفاعلاُ من طرف الحضور الذي ملأ جنبات دار الثقافة مولاي الحسن بالحسيمة .ذ إسماعيل الجباري الكرفطي أحاط في مداخلته بقضية العدالة الإنتقالية التي اعتبرها إحدى الإجابات والآليات التي عرفتها المجتمعات إبان الصراع وبعد الصراع كما شدد على كون القضية لم تحسم بعد وما زالت عالقة .نفس المتحدث انتقد المنهج الذي تبناه المغرب في تجربته وهو المنهج الجزئي في حين أن الحقيقة الإجتماعية لا يمكن أن تعرف إلا بمنهج كلي حسب الكرفطي ,الذي أضاف أن التجربة قدمت مجموعة من الخطوات لكن الحقيقة بقيت مجزأة واهتمت أكثر بالتعويض ,الشيئ الذي جعل قضية حقوق الإنسان في المغرب لم تحسم بعد لكون بعض الملفات مازالت عالقة.
ذ أحمد الزينبي بدوره أدلى بدلوه في الندوة الإفتتاحية للمنتدى وركز في مداخلته على مداخل العدالة الإنتقالية من خلال تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة واعتبر ان مدخل الحقيقة ,العدالة ,جرب الأضرار تعتبر الركائز المهمة لأي عدالة انتقالية قبل أن يضيف أنه لا توجد تجربة عالمية طبقت هاته المداخل بالكامل .نفس المتحدث تحدث عن جبر الأضرار في التجربة المغربية والتي اهتمت بجبر الاضرار سواء الجماعية أو الفردية ,والتي رصد لها إمكانيات مالية مهمة مقابل تجارب دولية أخرى حسب الزينبي ,وانتقل للحديث عن مدخل الحقيقة من خلال المرجعية الدولية عن طريق المصادقة واعتماد المواثيق والمعاهدات الدولية خاصة في مسائل حقوقية كالتعذيب .مسار الكشف عن الحقيقة مكلف زمنياً لكنه يضمن عدم التكرار يقول الزينبي .
الزينبي خلص إلى أن المغرب رغم الإنتقادات التي توجه لتجربته في العدالة الإنتقالية ,يفوق عدد كبير من التجارب الدولية التي عانت نفس الإنتهاكات وربما أكثر,لكن هذا لا يكفي للقول بأن المغرب حقق كل شيء ,بل إن هناك مطالب حقوقية ما زالت ترفع لحد الآن وهي في اغلبها معقولة يختم الزينبي كلامه.
محمد الحموشي ,منسق اللجنة التحضيرية للمنتدى الجهوي عرض في تقديمه لميثاق الحسيمة حول الحقيقة التاريخ والذاكرة, أبرز التوصيات والخلاصات التي افرزها المنتدى الجهوي الذي اعتبره ناجحاُ بكل المقاييس والذي أتى كنواة أولى للتحضير للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان والذي ستحتضنه مراكش الشهر القادم .الحموشي الذي عمل على مشاريع جمعوية لحفظ الذاكرة أبرز أن موضوع الحقيقة بات موضوعا مطلوباُ ومهماً وضرورياُ كما أنه يعتبر تحدياُ يواجه الإنتقال الديمقراطي الذي تعرفه بلادنا والتي توجد الآن على المحك من خلال تبيان حسن النوايا ولعل تنظيم المنتدى العالمي أحسن فرصة للسير بالميدان الحقوقي نحو الأفضل.
ميثاق الحسيمة أكد على أهمية انخراط الجميع من هيئات سياسية وجمعوية ومواطنين وأساتذة جامعيين في الإنخراط الجاد والمسؤول في حماية المكتسب والمشترك والعمل على كسب المزيد من الحقوق ,باعتبار أن المسلسل الحقوقي طريقه شاق وصعب ويحتاج لنفس عميق .