أولى التساقطات الخريفية تغرق مدن المملكة وتنعش أمل الفلاحين
زنقة 20
خلفت التساقطات المطرية لأول أمس الثلاثاء خسائر في بعض المدن، من قبيل الحاجب والحسيمة والرباط والدارالبيضاء، إذ غمرت المياه الطرقات والممرات، وأضحى مستحيلا على السائقين مواصلة السير.
شهدت شوارع الدارالبيضاء، صباح أول أمس، اختناقا بسبب استمرار التساقطات المطرية، مثل شارع محمد الخامس ونفق شارع الزرقطوني، وغيرها من الشوارع، ما تسبب في عرقلة سير خطوط الترامواي، التي كادت أن تتوقف عن الحركة، لولا تدخل مسؤولين بشركة "كازا ترامواي".
أما درب الخليفة بمنطقة ابن امسيك، فغرق في المياه، ما كشف عن هشاشة البنية التحية، إذ أكد مصدر أن سكان الحي اضطروا إلى تجفيف منازلهم من المياه، التي جرفتها سيول الأمطار.
وغير بعيد عن منطقة ابن امسيك، هوى جزء من قنطرة بأولاد زيان بسبب الأمطار، ما أدى إلى توقف في حركة المرور لساعات.
وأخذ عدد من المواطنين على شركة "ليدك" عدم اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمنع اختناق مجاري الصرف الصحي، لكن مسؤولا بالشركة، قال، إنها لا تتحمل مسؤولية اختناق قنوات الصرف لساعات.
وبرر المسؤول ذلك بأن الشركة عملت مسبقا على تجفيف جميع قنوات الصرف الصحي، مشيرا إلى أن الأمر له علاقة بتساقطات مطرية استثنائية تجاوز منسوب الكمية المحددة، ما ساهم في الاختناق.
وتسببت التساقطات المطرية في مناطق أخرى في خسائر مادية وعزلة نتيجة تدفق مياه الأمطار وعدم اتخاذ الجهات المعنية للإجراءات والتدابير اللازمة للحيلولة دون تضرر المواطنين الذين، بات بعضهم في العراء، حسب ما أكده جمعويون.
ففي مدينة الحاجب، تسببت العواصف الرعدية في سقوط أشجار على منازل وهدمها، ما اضطر عددا من السكان إلى مغادرة منازلهم.
وبمنطقة الغرب، سجلت خسائر في المنتوجات الفلاحية بسبب التساقطات المطرية والعواصف الرعدية.
وفي مراكش، سجلت تساقطات مطرية، أعادت الأمل لفلاحي جهة مراكش تانسيفت الحوز، وتسببت كمياتها الكبيرة في إغراق شوارع وأحياء بالمدينة، وكشفت عن هشاشة البنية التحتية التي أصبحت بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلتها بعدد من الشوارع والأحياء، لعدم قدرة قنوات الصرف الصحي على استيعاب السيول التي تخلفها الأمطار.
وأدت قوة الرياح التي كانت مصحوبة بالأمطار، إلى سقوط بعض الأشجار المتهالكة، ما تسبب في عرقلة السير، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عمومية، كما هو الشأن بعرصة علي أوحماد بحي جيليز، عندما سقطت نخلة متهالكة على سيارة خفيفة كانت مركونة خلف سور المقبرة المسيحية، مما أدى إلى إتلاف واجهتها الأمامية وتكسير زجاجها.
أما في مناطق بإقليم بني ملال والجهة، والمدينة، فتسببت التساقطات في ملء بعض الشوارع بمياه الأمطار، كما حصل في شارع 20 غشت، إذ عمت المياه الفضاء القريب من مؤسسة القدس الإعدادية، وتضررت بعض الأزقة من السيول، إضافة إلى مدخل المدينة في الطريق الرابطة بين بني ملال ومدينة قصبة تادلة.
وأكد شهود عيان أن حركة السير ظلت عادية رغم امتلاء الطريق بالمياه، ولم يؤثر ذلك على مرور الناقلات والعربات، إلا أن المواطنين عانوا في قطع الشوارع قرب مدارة القدس، بسبب المياه التي ملأت الطريق في السادسة من مساء اليوم نفسه.
وأدت السيول في مدينة مكناس إلى اختناق بعض بالوعات الصرف الصحي، لعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل موسم الأمطار بخصوص تنقية البالوعات من النفايات المتراكمة منذ مدة، باستثناء بعض النقط من المدينة التي شهدت عملية التنقية. وعاينا الحالة ميدانيا، إذ شوهدت بعض البالوعات مختنقة خاصة في الأحياء الشعبية من المدينة، ما عرقل حركة السير سواء بالنسبة للراجلين أو مستعملي السيارات. أما في الحي الصناعي عين السلوكي، فكانت الحالة أسوأ، ولوحظ اختفاء أغطية البالوعات الحديدية، ومع نزول الأمطار امتلأت تلك البالوعات بعد اختناقها.