رحيل "مي فاضمة" المرأة المُناضلة التي تحدت قيود "المخزن" وأبكت المغاربة أمام شاشات التلفزيون
زنقة 20
إلى دار البقاء، رحلت يوم الخميس 13 نونبر، السيدة فاطمة آيت التاجر الشهيرة، بـ"مي
"فاطمة آيت التاجر" المُلقبة بـ"مي فاضمة" هي المرأة المُناضلة التي أبكت آلاف المغاربة أمام شاشات الإعلام الرسمي، خلال سردها وحكيها قصة معاناتها طيلة 15 سنة من إعتقال إبنها "حسن السملالي" ضمن مجموعة السرفاتي ومن معه، بتاريخ 2 دجنبر 1974، ووضعَ بالمعتقل السري درب مولاي الشريف، حيث مكث 15 شهراً، وهي المدة التي قضتها "مي فاضمة" تجهل مصير إبنها الذي نقل بتاريخ 15 يناير 1976 إلى السجن المدني بالدار البيضاء، وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة 30 سنة، قضى منها 15 سنة قبل أن يصدر في حقه عفو ملكي سنة 1989.
"مي فاضمة" المرأة المُناضلة التي تحلت بجرأة زائدة وتحدت قيود المجتمع والمعيقات المادية والمعنوية وحواجز "المخزن"، أطلقت في بداية سنة 1984 صرختها " أريد ابني" من خلال استجواب أجرته معها وقتئذ جريدة 8 مارس النسائية، وقادة عائلات ضحايا الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لمعرفة مصير أبنائها المعتقلين ومطالبتها بالافراج عنهم.
"مي فاضمة" أبت ورغم تعرضها للإختطاف وإقتحام منزلها وتعرضها التعذيب النفسي والعانة والإعتقال لمرات متعددة بمخافر الشرطة بالرباط، كما حاولت إقتحام وزارة العدل وقبة البرلمان، إلاَ أن تُواصل مسيرة البحث عن مصير إبنها الذي خرج يوما من البيت، وهي التي لم تكن تدرك ما إذا كان إبنها ميتا أو ما زال على قيد الحياة.
إصرارها على مُعانق نجلها حياً أو ميتاً تحقق جزئياً بعد مرور سنة وثلاثة أشهر من خلال بعض الجرائد الوطنية التي أخبرت بوجودهم في سجن اغبيلة بالدار البيضاء.
وحري بالذكر، انَ <span 12.222222328186px;"="">"مي فاضمة" هي والدة "حسن السملالي" هو المحامي المتخصص في الشركات الاسبانية، الصديق المقرب جداً من القيادي السياسي المثير للجدل "إلياس العماري"، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي أدخلهُ إلى دائرة المقربين من محيط الملك، بعدما تحول إلى مؤمن بما سُميَ بالإنتقال الديمقراطي الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني، حيث كان من قياديي حركة إلى الأمام، وأسس بعد ذلك إلى جانب مجموعة من الحقوقيين مركز "الدراسات و حقوق الانسان" التي يرؤسها "الحبيب بلكوش" و الحقوقية "خديجة مروازي".