ولد الرشيد "إمبراطور الصحراء" يتهم الدولة بالتواطئ مع نُشطاء "البوليساريو" ويُحذر من مخاطر تمييع مقترح الحكم الذاتي

زنقة 20

مُباشرة بعد الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى عيد المسيرة الخضراء، والذي شنه فيه هجوماً عنيفاً على أعيان الصحراء، الذين راكموا الثروات بـ"إبتزازهم" للدولة مقدمين أنفسهم كضامنين لإستمراريتها في منطقة الصحراء، سارعَ حمدي ولد الرشيد، الذي يُوصف في الاقاليم الصحراوية بـ "إمبراطور الصحراء"، في تغيير لهجة خطابه حولَ قضية الصحراء، حيث إتهمَ  خلال اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني، بمجلس النواب، الدولة المغربية بتشجيع الانفصاليين في الأقاليم الجنوبية، عبر السماح لهم بتلقي تمويلات من الجزائر، لتمويل عمليات تخريبية وإحداث الفوضى بالصحراء.

وإتهمَ حمدي ولد الرشيد، وهو عضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال، أطرافا داخل الدولة لتواطئها مع بوليساريو الداخل والتصريح لهم بالعبور عبر مطار محمد الخامس الدولي، بالدار البيضاء، نحو الجزائر لتلقي التعليمات والتدريبات والتمويل اللازم، الذي يوظف في تخريب وترويع السكان في الأقاليم الجنوبية.

وبحضور وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، قال حمدي ولد الرشيد إن الدولة متواطئة مع «بوليساريو الداخل»، حين تسمح لهم بالسفر للحصول على الأموال والتكوين، في الجزائر، مضيفا أن من بين هؤلاء موظفين تابعين لمصالح الدولة، في الأقاليم الصحراوية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تتدخل فيه السلطات المنتخبة والمحلية، بمدينة العيون، لمنع وفود أجنبية معروفة بولائها لبوليساريو، من الدخول إلى الصحراء وتجنيد المنتخبين لقطع الطريق أمام محاولاتهم  إثارة الفوضى في الأقاليم الجنوبية، تسمح الدولة لانفصاليي الداخل بالسفر إلى الجزائر قصد استلام مبالغ مالية، توظف في أحداث الشغب التي تعرفها المدينة بين الفينة والأخرى.

وحذر البرلماني الاستقلالي من مخاطر تمييع مقترح الحكم الذاتي، من خلال تعطيل تنزيله في الأقاليم الجنوبية، مضيفا أن هذا التأخير يخدم أجندة بوليساريو والجزائر، لأنه يجعل الأغلبية الصامتة من الصحراويين الداعمين للسيادة المغربية، يعتقدون أن الدولة تفاوض باسمهم فقط وليس لأجلهم، وأن الدولة تؤخر تنزيل الجهوية، قاعدة أولية لبناء مشروع الحكم الذاتي، في انتظار موافقة الطرف الآخر الذي لا يقبل بسيادة المغرب على الصحراء.

وطالب عمدة مدينة العيون كبرى حواضر منطقة الصحراء، بأن يكون رجال الأعمال الصحراويين، في مقدمة الوفد الذي يفاوض الاتحاد الأوربي بشأن استغلال الموارد الاقتصادية بالأقاليم الجنوبية، مضيفا أن هذا الخيار من شأنه أن يقنع الأوربيين بأن الصحراويين أنفسهم من ينشطون الاقتصاد في الصحراء، ويدحض مغالطات بوليساريو حول استغلال المغرب للثروات الطبيعية بالمنطقة.