شباب مغربي يغزو "رياضة الشيوخ"


زنقة 20 . وكالات

“الكرة الحديدية”، “البيتانك”، “ليبول”، أسماء رياضة عادت تبحث عن مكان لها في العالم العربي، وتشق طريقها لتنافس الرياضات التقليدية، وتغير من الاعتقاد الرائج لدى الكثير من أن متعة الرياضة مرتبطة بحجم العنف فيها.

كان أول ظهور هذه اللعبة بجنوب فرنسا، عام 1907، ومن ثم وجدت طريقها إلى عدد من الدول الأخرى لتنتقل من المحلية الفرنسية إلى العالمية.

وفي المغرب، انتشرت نوادي الكرة الحديدية، لتكون محط اهتمام فئة واسعة من الجمهور، يتقدمهم المتقاعدون وكبار السن، الذين اتخذوها هواية يمارسونها لساعات طوال دون كلل أو ملل.

ومؤخرا، بدأت هذه اللعبة تخرج من دائرة كبار السن الضيقة إلى محيط أوسع، حيث راجت بين شباب المغرب ويافعيه.

“البيتانك” (Petanque) هو مصطلح فرنسي، يعني القدمين الثابتتين، وهي لعبة تنافسية تمارس بواسطة كرة حديدية، وتلعب على أرض منبسطة وملعب مستطيل، ويكون الهدف فيها تصويب الكرة التي يتراوح وزنها بين 650 و 800 غم إلى أقرب مسافة ممكنة من الكرة الخشبية الصغيرة، أو إخراج كرات الخصم من اللعبة، من خلال تقنية التصويب بالدقة، مع ثبات كلا القدمين على الأرض.

هشام الفيلالي، لاعب فريق نادي الصداقة للكرة الحديدة بمدينة تيفلت، يقول إنه يفضل “ممارسة الكرة الحديدة على باقي الرياضات بحكم أنها رياضة سلمية غير عنيفة، وتنمي التركيز والدقة وتناسب جميع الأعمار”.

ويضيف اللاعب، الذي لا يتجاوز عمره 15 عاما “بدأت ممارسة لعبة (البيتانك) منذ حوالي أربع سنوات، شاركت خلالها في العديد من المسابقات، كان آخرها البطولة المغربية”.

ويرى مريدو هذه الرياضة أنها “تخلق نوعا جديدا من الرياضة، بعيدا كل البعد عن العنف والإجهاد البدني، يجمع ما بين سهولة ممارستها، وتنميتها للتركيز والدقة، ومناسبتها لجميع الأعمار، إضافة إلى كونها واحدة من الرياضات القليلة التي يسمح فيها للرجال والنساء باللعب جنبا إلى جنب”.

وتشتهر مدينة تيفلت باحتضانها العديد من الأبطال العالميين للكرة الحديدية.

بدوره، يقول عبد الصمد المنقاري، البطل العالمي في التصويب بالدقة، “هناك أسباب عديدة تدفع الشباب إلى منافسة الشيوخ في هذه اللعبة، منها سهولة ممارسة هذه الرياضة، إضافة إلى أنها غير مكلفة، ولا تحتاج إلى أي تجهيزات كبيرة، مقارنة مع باقي الرياضات الأخرى، ويمكن الاستمتاع بها في أي مكان من المدينة، سواء في الشوارع، أو الحدائق أو حتى وسط ملاعب كرة القدم”.

ويواصل الشاب (27 سنة) حديثه للأناضول قائلا “غياب المرافق الرياضية بمدينة تيفلت، كغيرها من المدن الصغيرة، ساهم بشكل أو بآخر في دفع الشباب إلى ممارسة هذه الرياضة”.

والمنقاري توج بأربعة ألقاب، منها لقب عالمي في مسابقة التصويب بالدقة ببطولة العالم في السنغال عام 2008، وثلاثة ألقاب أفريقية، وهي الميدالية الذهبية بالبطولة الأفريقية الثانية للكرة الحديدية بتونس عام 2009، ونفس الميدالية عام 2011 بالكامرون، وأخيرا تحقيقيه لرقم قياسي جديد على مستوى قارة أفريقيا في صنف التصويب بالدقة بالنسخة الرابعة من نفس البطولة، والتي نظمت بالدار البيضاء العام الماضي 2013.

من جهته، عزا نورالدين البرعي، الكاتب العام لنادي الصداقة للكرة الحديدية، سبب انجذاب الشباب المغربي للكرة الحديدة، “إلى سهولة اللعبة، فهي تحتاج فقط إلى كرتين حديديتين، يمكن شرائهما مستعملتين بثمن لا يتعدى 200 درهم  ( 23 دولار )، أو شرائها جديدتين بثمن يتراوح ما بين 300 درهم ( 34 دولار ) و 500 درهم ( 57 دولار ) على حسب نوع الكرة وحجمها”.

ويضيف البرعي “الكرة الحديدة تعتبر من الرياضات التي تنمي التركيز، والدقة لممارسيها، زيادة على التحكم في النفس و ضبطها، إلى جانب ذلك فللعبة قيم نبيلة، فهي تقوي العلاقات الإنسانية، وتنبذ العنف”.









0 تعليق ل شباب مغربي يغزو "رياضة الشيوخ"

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور