أجنة مغربية تعلق في السقوف في موسم الثلوج
زنقة 20 . وكالات
في حين يعتبر الشتاء والأمطار خيراً بالنسبة للعديد من المغربيين، فإنه يشكل كابوساً لا بل مأساة للبعض الآخر لا سيما في الجنوب.
فقد تفاوتت نسبة التساقطات المطرية في شرق وغرب الجنوب المغربي، ما بين 60 و120 مليمتر، نتج عنها فيضانات أودت بوفاة مواطنين وسقوط أكثر من 30 منزلاً، إضافة إلى خسائر مادية ببعض القرى والمدن، وإتلاف في المحاصيل زراعية.
ولم تعرف بعض المناطق الصحراوية كمدينة العيون ووزارات وغيرها من المدن هذه النسبة من التساقطات منذ 2007، ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه الوديان، فغمرت القناطر وقطعت العديد من الطرق الرئيسية.
وإذا كان هذا حال مدن وقرى تتوفر فيها بنية تحتية وإن تفاوتت في جودتها بين منطقة وأخرى، فسكان أعالي الجبال يضعون أياديهم على قلوبهم خوفاً من ارتفاع نسبة تساقط الثلوج، والذي يصل إلى مترين ونصف في غالب الحالات.
جحيم قاس
وفي هذا السياق تقول السيدة حادة القاطنة بقرية "بوتفردة" بجبال الأطلس المتوسط التابعة لمحافظة بني ملال في تصريح لـ"العربية نت": يشكل لنا فصل الشتاء، جحيماً قاسياً على جميع المستويات، لاسيما لجهة الحصول على المؤونة الغذائية، التي علينا توفيرها تحسباً لانقطاع الطرق، إضافة إلى جمع كميات كبيرة من حطب التدفئة الذي يبدأ عادة من فصل الصيف إلى نهاية موسم الخريف، هذا فضلا عن تجميع علف البهائم.
وتضيف المتحدثة أن أغلب العائلات تكدس خلال هذه المرحلة في غرفة واحدة للحصول على دفء أكثر، لكن المشكلة الأساسية التي تواجهها الساكنة تتمثل في انقطاع الأطفال عن الدراسة لمدة أطول فضلاً عن إشكالية الحصول على الإسعافات الأولية الصحية والطبية خاصة بالنسبة للنساء الحوامل.
أجنة معلقة في السقف
وروت السيدة حادة في السياق ذاته كيف أن بعض النساء اللواتي يتعرضن للإجهاض أثناء الحمل أو وفاة الجنين بعد الولادة، يحتفظن بهذه الأجنة في أوان يعلقونها في سقف البيت، خوفاً من أن تأكلها القطط أو الذئاب في حال دفنها وسط الثلوج، لذلك ينتظرون إلى أن ينتهي موسم الشتاء لأجل إجراء مراسم الدفن.
كذلك، يؤكد عبد الله معلم بمحافظة أزيلال في حديثه لـ"العربية نت" بأن العديد من القرى الجبلية بالمغرب لا زالت تعيش حالة من التهميش والإقصاء، ولا يلتفت إليها إلا حين ينفجر حادث إنساني عبر وسائل الإعلام، آنذاك تتحرك القوافل الإنسانية والمجتمع المدني وترصد السلطات بعض المساعدات للسكان المتضررين، لكن هذا يبقى في حدود المناسبة.
ويضيف عبد الله بأن أكبر الإشكالات التي يواجهها المواطنون هناك تتمثل في ضعف التغطية على مستوى الهاتف النقال على الأقل لمواجهة بعض الحالات الحرجة.