فضيحة بْجلايلْها. "نعوش بدائية" و"شاحنة أزبال لنقل الجثامين" تثير غضب المغاربة بعد الفيضانات
زنقة 20 . وكالات
عبرت الصحافة المغربية الثلاثاء عن حالة الاستياء والغضب التي سادت عددا كبيرا من المغاربة غداة الفيضانات القاتلة التي أودت بحياة 32 شخصا خاصة بالجنوب الشرقي للمملكة. ونددت الصحافة المغربية بالبنى التحتية المغشوشة التي زادت من حجم الكارثة.
اجتمعت العديد من العناوين الصحفية المغربية الصادرة اليوم الثلاثاء على "ضعف" وسائل الإنقاذ و"الغش" في البنية التحتية، التي عمقت معاناة المتضررين من الفيضانات التي أودت بحياة 32 شخصا، في وقت يتوقع استمرار الأمطار حتى نهاية الأسبوع.
شهادة "عائد من الموت"
صحيفة "الأحداث المغربية" كتبت على صفحتها الأولى أن "ضعف وسائل الإنقاذ يعمق معاناة المتضررين"، متحدثة "عن نعوش بدائية وشاحنة أزبال لنقل الجثامين" إضافة إلى "منع السلطات مسيرة احتجاجية" قرب مراكش.
وبحسب مراسل الصحيفة فإن "مئات الأسر تركت خارج تغطية الدعم والمساعدة، فقررت رفع الصوت عاليا (...) للتنديد بمجمل مظاهر الفساد والإفساد التي ميزت طريقة تدبير الشأن المحلي وكانت سببا رئيسا في ارتفاع منسوب الخسائر".
وأوردت الصحيفة شهادة "عائد من الموت" نجا من بين 18 شخصا كلهم من أفراد عائلته غرقوا حين كانت تقلهم عربة نقل في اتجاه مدينة أكادير (جنوب) لحضور حفل زفاف، لكن السيول جرفت الجميع باستثناء محمد الذي ما زال تحت وقع الصدمة بعدما أفلت من "مخالب وادي تمسورت" في مدينة كلميم (جنوب).
مظاهرات واحتجاجات
من جانبها تحدثت صحيفة "الأخبار" عن خروج شباب من مختلف المدن احتجاجا على ما حصل بعد "عشرات الشكاوى والعرائض تسلمها المسؤولون عن الشأن المحلي وبقيت على الرفوف"، وذلك عقب فيضانات جزئية حصلت في السنوات الماضية.
وذكرت الصحيفة في معرض حديثها عن "البنيات التحتية (المغشوشة) بالأقاليم الجنوبية"، بما حصل سنة 1995 في المناطق نفسها على عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حيث خلفت الفيضانات آنذاك الكثير من الجثث، وقدمت وعودا "لكن لا شيء من ذلك تحقق، و"حتى صفارات الإنذار لم نسمع صوتها لحظة الفيضانات" كما قال أحد الشهود.
بدورها تحدثت صحيفة "الصباح" عن "أوامر ملكية بدعم الضحايا، ومعدات عسكرية تصل المناطق المتضررة" في وقت "يحصي فيه سكان الجنوب خسائرهم".
وبالنسبة ليومية الصباح فإن "القوات العسكرية تدخلت بغرض الإنقاذ، في وقت فشلت السلطات المحلية والمنتخبة في التصدي للوضع الكارثي"، حيث "عرفت عمليات الإنقاذ الأولى ارتباكا واضحا".
من جانبها حملت يومية "المساء" ما جرى للمسؤولين المحليين، باعتبار أنه كانت هناك نشرة إنذارية الخميس الماضي، صادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، حيث قام مدير هذه المؤسسة حسب كلامه لليومية "بمراسلة المسؤولين المحليين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المواطنين"، وهو ما لم يحدث حسب المصدر نفسه.
أما صحيفة "ليكونوميست" الفرنسية فقالت إن "هناك 400 نقطة مهددة بالفيضانات في المغرب" حسب دراسة أنجزت في إطار "البرنامج الوطني للحماية من الفيضانات"، وهو برنامج يتطلب، من أجل تأمين هذه المواقع، ستة مليارات درهم (54 مليون يورو)، كان يفترض الانتهاء منه في 2012، مع تأمين المواقع الأساسية في أفق 2020، "لكن لحد الآن لم يجر أي تقييم" حسب اليومية.