يهود المغرب.. بين أرض الميعاد وأرض الأجداد
زنقة 20
كانوا يعدون بمئات الآلاف، يعيشون في مختلف المدن المغربية وقراها، هم اليهود العرب والأمازيغ في المغرب.
لم يكن قيام دولة "إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية محركاً مباشراً لهجرتهم إلى "أرض الميعاد"، لكن الدعاية الصهيونية ترغيباً وترهيباً، مكنت "إسرائيل" في الخمسينات وحتى الستينات من تهجير الآلاف منهم لسد حاجتها من العنصر البشري بعد نضوب مراكز التهجير الغربية.
لم يجد اليهود المغاربة المهاجرين والمُهجّرين إلى "إسرائيل" في استقبالهم "الجنة" التي توقعوها، فعانى كثير منهم من التجاهل والتهميش، وكان رد فعلهم الطبيعي التشبث أكثر فأكثر بمكونات هويتهم المغربية يتناقلونها جيلاً بعد جيل.
بين حياتهم السابقة بالمغرب، ومعاناتهم اللاحقة في "إسرائيل"، تقدم حلقة "فسيفساء" من برنامج "تحت المجهر" قراءة تاريخية جديدة لمسألة تهجير اليهود إلى أرض فلسطين من خلال شهادات من كانوا طرفاً فيها، وتستعرض أيضاً وجهات نظر مختلفة لتأثير القضية الفلسطينية على واقع اليهود في المغرب كإسقاط على بقية الدول العربية.
في السنوات الأخيرة، سجلت مظاهر "عودة" مستدامة في اتجاه أرض الأجداد حجاً وزيارة واستقراراً. عاد كثير من اليهود المغاربة إلى الوطن الأم بشكل طبيعي، بعيداً عن دولة "إسرائيل" القائمة على الإرهاب والاحتلال، شجعهم على ذلك تواجد عدد قليل من نظرائهم الذين اختاروا البقاء في المغرب
والصمود في وجه كل وسائل الترغيب والترهيب التي كانوا ضحية لها.
فسيفساء"، قصة ما يزيد عن أربعمائة من يهود المغرب هاجروا إلى أرض ظنوها "أرض الميعاد" قبل أن يفطنوا إلى حجم ما ضيعوه في أرض الأجداد تاريخا وحضارة وتعايشا بين الأديان والثقافات..