محمد السادس يؤكد على دور "الفرنكوفونية" من أجل حمل سلاح الثقافة في وجه الوحشية
زنقة 20
أكد الملك محمد السادس،، على الدور الجوهري للمنظمة الدولية للفرنكوفونية من أجل حمل سلاح الثقافة والمعرفة، في وجه الوحشية والجهل بالخطاب السماوي، وتحريف رسائل الأديان.
وقال الملك، في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال القمة الخامسة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، المنعقدة بالعاصمة السنغالية (دكار)، تلاها، يوم الأحد، صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، “فدور منظمتنا جوهري من أجل حمل سلاح الثقافة والمعرفة، في وجه الوحشية والجهل بالخطاب السماوي، وتحريف رسائل الأديان”، داعيا إلى تضامن تام وغير منقوص مع بلدان الساحل، “التي تصارع الآفة العابرة للحدود، المتمثلة في الإرهاب الأعمى وانعدام الأمن”.
وأشار الملك إلى أنه في مثل هذه الأوقات الصعبة، “علينا أن نتذكر القيم التي نتقاسمها داخل الفرنكوفونية، ونتخذ معا التدابير اللازمة للدفاع عن مشاريع مجتمعية، تعكس هويتنا، وتقوم على أسس الانفتاح والتسامح والحرية والتنوع والمشاركة”.
وأضاف الملك “فنحن نشكل، في إطار الفرنكوفونية، عائلة كبيرة متضامنة، يدعم كل واحد من أفرادها الآخر، في إطار الاحترام المتبادل”، موضحا أن اللغة الفرنسية بقدر ما أعطت لشعوب إفريقيا وآسيا، فقد ساهمت هذه الشعوب في حيويتها وإثرائها.
وشدد الملك على أن “المساهمة الإفريقية تساعد اليوم الفرنكوفونية على التطور والازدهار، من خلال العولمة وليس ضدها”، مؤكدا أنه “يتعين علينا جميعا العمل على تنمية هذا الفضاء الفرنكفوني المشترك والعناية به، باعتباره ميزة فريدة نملكها، في عالم أضحى فيه الاندماج الاقتصادي والسياسي، يتحقق بوتيرة متزايدة حول التجمعات الإقليمية، التي تجمع بين أطرافها قاعدة قيم وحساسيات مشتركة”.
واعتبر الملك، في هذا السياق، أن الفرنكوفونية تشكل “فرصة حقيقية لكبح جماح العولمة، وتحقيق تغيير مستدام على أرض الواقع، من خلال التعاون. كما يساهم تطور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز فضائل هذا التجمع، وفي تقريبنا أكثر من بعضنا البعض”.
ولهذا الغرض، يضيف الملك، “فإننا ندعو منظمتنا للحفاظ على برامجها الثقافية والتربوية وتطويرها، مؤكدين التزام المملكة المغربية في هذا المجال”.
وأكد الملك أن ذلك “لن يكون كافيا، إذا لم تتم مواكبة هذه المقاربة، بتوفير الوسائل اللازمة لتحسين ظروف عيش السكان”، مؤكدا التزام المملكة المغربية، مرة أخرى، بدعم البرامج الاقتصادية الجديدة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي ترأس المغرب لجنتها الخاصة.
وبنفس المناسبة، يضيف الملك، “وبعميق مشاعر التأثر والامتنان، أتقدم بعبارات الإشادة للعمل الذي قام به فخامة السيد عبدو ضيوف على رأس منظمتنا. فبفضل حكمته وخبرته الطويلة، تمكن بنجاح، من نشر وإشعاع قيم السلام والتسامح والمشاركة”.
كما أشاد الملك بالاختيار الوجيه لـ”دور المرأة والشباب في دفع جهود التنمية وإقرار السلام”، كموضوع لهذه القمة، “والذي سيشكل أرضية لنقاشاتنا، التي ستكون، بلا شك، مثمرة”، مؤكدا أن المغرب حرص على وضع الشباب والنساء في صلب إشكالية النمو على الصعيد الوطني.