تفاصيل ليلة رعب في الدارالبيضاء
زنقة 20
ليلة ليلاء تلك التي عاشها سكان المدينة القديمة في الدار البيضاء، يوم الثلاثاء ثاني دجنبر، بعد توالي انهيار منازل في المنطقة، مما خلف رعبا بين القاطنين، وعمم حنقا أجج الاحتجاج على وضع ينذر بكارثة تتربص بهم
وعاشت ساكنة المحج الملكي، حوالي الساعة العاشرة والربع من ليلة الثلاثاء الأربعاء، لحظات عصيبة بعدما تهاوت ثلاث منازل لتستوي على الأرض، دون أن تخلف ضحايا، فيما تهاوى منزل رابع بعد لحظات، قبل أن تتطاير أسقف منازل أخرى مخلفة إصابات مختلفة، وسط السكان.
وقال سراج الدين موسى، رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة، إن ثلاثة منازل مرقمة على التوالي بـ28 و30 و32، انهارت بعرصة بن سلامة المقابلة للمعرض الدولي للدار البيضاء، مؤكدا أنه في "اللحظة التي كانت تصل فيها سيارات الإطفاء والإسعاف انهار ت العمارة رقم 34 بشكل كلي مما أحدث حالة هلعا وسط السكان".
وتعيش المدينة القديمة على وقع انهيارات عديدة تطال منازلها الآيلة للسقوط، وهي التي عمرت في المنطقة منذ ما يقارب قرنا من الزمن.
وثارت ثائرة سكان المدينة القديمة احتجاجا على ما وصفوه بـ"السلبية التي تطبع تصرف السلطات المعنية إزاء هذا المشكل، وأضاف سراج الدين موسى، إن السلطات لم تعمد إلى احتواء الوضع الذي ينذر بالتفاقم، لافتا الانتباه إلى عدم توفير السلطات خياما أو أغطية تقي أصحاب المنازل المنهارة افتراش الأرض والتحاف السماء في ليلة جادت بها سماء المدينة بالمطر الغزير.
من جهة أخرى، عاب المتحدث، على المسؤولين في العاصمة الاقتصادية تقاعسهم إزاء حل هذا المشكل، مقللا من شأن البدائل السكنية التي تقترح على سكان المحج الملكي.
ووفق سراج الدين موسى، فإن البدائل المقترحة تتحدد في شقق في ضواحي المدينة، مساحتها بالكاد تصل إلى 46 مترا مربعا بمبلغ مالي قدره 200 ألف درهم (20 مليون سنتيم)، وهي الشقق التي تندرج ضمن فئة السكن الاجتماعي البالغة قيمته 140 الأف درهم.
وقال المتحدث، إن المقابل المالي الذي يطلب من الراغبين في الاستفادة يتجاوز القيمة الحقيقة للبدائل السكنية وهو يوازي قيمة الشقق الاقتصادية، رغم أن قيمة الأرض في المحج الملكي تبلغ حاليا 10 ملايين سنتيم للمتر المربع الواحد.
واتهم رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة ما وصفه بـ"لوبي العقار" الذي يتحين الفرصة للانقضاض على الأرض حيث المحج الملكي، وكذا سلطات المدينة لكونها تغض الطرف عن تقديم حلول ناجعة تقي سكان المنطقة كارثة نذائرها تلوح في الأفق، على حد تعبيره.