مغربية تفك الحرف في سن 60 وتكتب الشعر في 70
زنقة 20 . وكالات
أمينة محي الدين، سيدة مغربية جاوز عمرها سن الـ70.. قبل 14 سنة فقط من اليوم، كرست هذه المرأة العصامية وقتها لتعلم القراءة والكتابة، وكان حافزها على ذلك الرغبة في أن تكون على تماس متواصل بالحياة اليومية، وفي أن تتفاعل شعريا مع كل ما يدور حولها.
تحكي السيدة أمينة لـ"العربية.نت" أنها في كثير من الأحيان كانت تجد نفسها مقصية في الجلسات العامة للعائلة حين يتداول أبنائها في قضايا تهم الشأن العام أو بعض الأمور الحياتية والاجتماعية التي لا تستوعب منها إلا الشيء القليل.
وتضيف أنها كانت مستمعة جيدة للإذاعة وللأغاني العربية الكلاسيكية وعلى رأسها روائع المطربة الراحلة أم كلثوم، التي يا ما أثارت أحاسيسها وحلقت بها من الانفعال إلى محاولة حدس ما تعبّر عنه من أفكار.
وأمام إلحاحها في فك ألغاز هذه القصائد الجميلة، وحلمها في أن تكتب على منوالها، بدأت في تركيب بعض الجمل في مخيلتها كلما آوت إلى فراشها.. لكن حين يطلع النهار تجد أن ما فجرته قريحتها انمحى من ذاكرتها، كما جاء على لسانها.
وتقول إن المرحوم زوجها وأبناءها شجعوها على ولوج المدارس غير النظامية لمحاربة الأمية، بعد أن شعروا برغبتها وإرادتها الجامحة في التعلم، فبدأت في الكد والاجتهاد إلى أن تمكنت من حفظ جزء من كتاب الله، ومن تملك القراءة والكتابة.
السيدة أمينة محي الدين هي الآن بصدد طبع باكورة أعمالها، وهو ديوان شعري باللغة العامية كتبته على مراحل، بعضها ينتقد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وأخرى السفاح الإسرائيلي ارييل شارون، وخصصت لمكة المكرمة حين حجها لبيت الله الحرام قصيدة، وكتبت عن القدس وعن قضايا اجتماعية أخرى.
غالبا ما تكتب الحاجة أمينة قصائدها بعد منتصف الليل، وتستعين بالموسيقى الشعرية للقصائد العربية في نظم قصائدها، كما تطور ملكاتها بمطالعة الكتب، ولا تتردد في عرض إبداعاتها على السيدة نادية التي علمتها فك الحرف لتصحيح قصائدها من بعض الشوائب.
فضلا عن ذلك، فالحاجة أمينة سيدة تميل إلى النكتة والدعابة وحكمة المأثورات الشعبية، وهي عناصر تحفزها لإعداد وكتابة "السكيتشات'" الفكاهية التي تقدمها للأطفال والنساء النشيطات في جمعية " في رحاب التنمية" في إطار الرحلات والأنشطة المنظمة من طرف هذه الأخيرة.