جدل مغربي حول إنتشار عناصر الجيش في شوارع كبريات مدن المملكة
زنقة 20 . وكالات
يثير انتشار جنود من الجيش المغربي في عدد من الشوارع والمواقع الحساسة في المدن الكبرى في البلاد، ذهول عدد كبير من المواطنين الذين لم يعتادوا من قبل مثل هذا المشهد.
وكان المغرب قد أعلن، أخيراً، عن انطلاق آلية "حذر" التي تهدف إلى حماية المواطنين والزائرين الأجانب، باعتبارها خطة استباقية للمصالح الأمنية المغربية في مكافحة الإرهاب.
وبينما يعتبر بعض المواطنين الأمر مؤشراً جيدا على رغبة السلطات في طمأنتهم وحمايتهم، يعتبره آخرون مبالغاً فيه.
يقول مسؤول أمني فضّل عدم الكشف عن هويته لـ "العربي الجديد"، إنّ "نشر قوات عسكرية بمعية أفراد من الأجهزة الأمنية المختلفة، يهدف إلى طمأنة المواطن المغربي والسياح الأجانب، وكذلك إبراز مظاهر القوة واليقظة لدى أجهزة الجيش والأمن في مواجهة أي تهديد إرهابي محتمل قد يستهدف استقرار المملكة".
وشوهد جنود وعناصر من الجيش المغربي في الشوارع الكبرى للعاصمة الرباط، وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة في مراكش، وفي محطات القطارات، وفي عدد من الفنادق الراقية والمؤسسات المصرفية في مدن فاس وأكادير وطنجة والدار البيضاء.
محمد عتوق وهو صاحب متجر في الرباط، يقول لـ "العربي الجديد" إنه اندهش عندما شاهد قوات من الجيش للمرّة الأولى، تجوب أكبر شوارع العاصمة وترابط بالقرب من مؤسسات ومنشآت حيوية. يضيف: "لم أرَ طوال حياتي عساكر يتجولون في الشارع سوى أيام الانقلاب ضد النظام (المحاولة الانقلابية للجنرال محمد أوفقير سنة 1972)".
ويردف عتوق قائلاً إنّ "تواجد عناصر من الجيش في الشارع أمر مطلوب خصوصاً في خضم تنامي التهديدات الإرهابية التي تطال البلاد من كل جهة".
من جهته، يقول الخبير الدولي في السياسات الدفاعية والأمنية إبراهيم اسعيدي لـ "العربي الجديد"، إنّ "مهام الجيش ليست في حفظ الأمن الداخلي، لأن ذلك تكفله قوات الأمن المغربية بكل احترافية ومهارة، بل في حراسة الحدود وضمان السيادة".
ويتابع أنّ توزيع عناصر الجيش في الشارع المغربي "قد تكون له نتائج عكسية. وقد يؤدي تواجدهم باستمرار أمام أعين الناس، إلى الإحساس بنوع من التوتر والخشية أكثر من احتمال تعرض البلاد لتهديدات أمنية".
بدورها، تقول الباحثة الاجتماعية ابتسام العوفير إنّ "المغاربة لم يعتادوا تحرّك عناصر الجيش بالقرب منهم، وهذا هو السبب الذي يفسّر حالة الفضول والدهشة التي اعترت عددا كبيرا منهم. لكنّ تردد المواطنين وارتباكهم سرعان ما سيختفي بمرور الأيام".