المريزق: جامعة 'محمٌد صلاح الدٌين'.. حُلم يتحقق في الدستور الجديد
زنقة 20
في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ المشهد السياسي المغربي، وأمام العديد من المعيقات التي يسجلها واقع التكوين والتأطير بالمغرب، نتيجة غياب سياسة شمولية للتعليم والتكوين و البحث العلمي، وأمام ضعف البنيات التحتية اللازمة وعدم ملائمتها مع الإطار الوطني والتوزيع الغير العادل للمعرفة والعجز الكبير في الأطر والمناهج والتخصصات، ومن أجل تكريس مبادئ الحكامة الجيدة وتفعيل المشاركة والمراقبة والمحاسبة والتقويم في القضايا المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و البيئية، يُعطي حزب الأصالة والمعاصرة بجهة مكناس-تافيلالت، يوم الخميس 15 يناير 2015، الإنطلاقة الفعلية لمشروع جامعة "محمد صلاح الدين" للتكوين والتأطير، وذلك تحت شعار: "الشباب دعامة أساسية لبناء مغرب الغد.
وتعتبر جامعة محمد صلاح الدين فضاء للتكوين والتأطير متعدد الاختصاصات وقادر على توليد فاعلين متعلمين ومنتجين لمهارات وممارسات سياسية وثقافية تحترم التعدد اللغوي والتنوع الثقافي وحقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والحق في البيئة السليمة و التنمية المستدامة.
كما تطمح جامعة محمد صلاح الدين من خلال التكوين والتأطير و التأهيل إلى تكريس فكرة التقدم و القيم العالمية (حقوق الانسان، دولة الحق والقانون والحرية والمساواة بين الجنسين)، وإلى إقرار جهوية الشفافية والتخطيط والحكامة الجيدة والمعرفة والإبداع والابتكار، جهوية تربط التراب بالعنصر اليشري و تقوي الرابط الاجتماعي بين سكانها، جهوية توفر التعليم و الصحة و الشغل والسكن للجميع من دون تمييز.
وأوضحَ المصطفى المريزق، الأمين العام الجهوي و رئيس منتدى الأصالة و المعاصرة لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي، أنَ حلم خلق جامعة شعبية بمكناسة الزيتونة، يأتي تفعيلاً لمضامين دستور فاتح يُوليوز الذي ينصٌ في الفصل 26 على الحق في الدعم من أجل تنمية الإبداع الثقافي و الفني، والبحث العلمي و التقني، كما يؤكد في الفصل 31 على مسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات و المواطنين، على قدم المساواة، من الحق في الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج و ذي جودة.
وأفادَ الأمين العام الجهوي لـ"البام" بجهة مكناس تافيلالت في تصريح خصٌ به موقع "زنقة 20"، أنَ ما ينص عليه الدستور اليوم، يعتبر حصيلة لقرون طويلة من التطور رغم أن التعليم الرسمي لا زال و قفا على بعض الشرائح الاجتماعية دون غيرها، حيث يُورد المريزق، أنه لا زال من الناس ممن لم تتوفر لهم بعد فرصة و لوج المؤسسات التعليمية، وهو ما تؤكده التفاوتات بين العالم الحضري و العالم القروي من جهة و بين الجنسين من جهة أخرى.
وستُقدٌم جامعة مكناسة الزيتونة/ جامعة محمد صلاح الدين-، دروس في العديد من المواد التخصصات كالقانون والعلوم السياسية والأنثربولوجيا والتنمية والحكامة الجهوية والتدبير الترابي والايكولوجيا... الخ. وسيقوم بتدريس هذه المواد جامعيون وأكاديميون ومختصون. ويُضيف - المريزق- كاشفاً، أن أساتذة جامعة محمد صلاح الدين، سيلقنون تجارب مهنية وجمعوية وسياسية للإطلاع على الأنشطة الاقتصادية والسياسية والجمعوية للعديد من الفاعلين الجهويين والوطنيين والدوليين، خاصة تلك المتعلقة بتدبير الشأن العام.
كما تطمحُ إدارة جامعة مكناسة الزيتونة/ جامعة محمد صلاح الدين- إلى تسليط الضوء على التراث الشعبي المخزون في الذاكرة الجمعية للشعب المكناسي خاصة و للشعب المغربي عامة، بما فيها القيم و العادات والتقاليد و الفنون و التآزر ونبذ العنف والكراهية ومحاربة الجهل والأمية ومقاومة الفساد بكل أنواعه.
وإعتبرَ المصطفى المريزق، الأمين العام الجهوي ورئيس منتدى الأصالة و المعاصرة لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي، أنَ ذات التنظيم بجهة مكناس تافلالت يعتبر نفسه معنيا بهذا التوجه الديمقراطي الذي يناضل من أجل تقوية قيم المواطنة والمشاركة والانخراط في الشأن العام. داعياً كل الأحزاب السياسية إلى تجديد نخبها، وفتح المجال لطاقاتها الشبابية والنسائية، مع الانفتاح على الجيل الجديد من المغاربة الذي لم يترب في شبيبات وتنظيمات الأحزاب التقليدية.
وحريٌ بالذكر، أنَ المرحوم صلاح الدين كرس جزء من حياته للنضال من أجل قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان من داخل المغرب و من خارجه، ومد جيل الثمانينات بكتاباته وفكره و دراساته، وبأدوات و آليات فهم خصوصية مجتمعنا المغربي، وساهم في بلورة السياسات العمومية و تفعيلها، ومواجهة مظاهر الإختلالات و العلاقة بين الدولة و المجتمع.