أكبر اختناق صِيني بسبب سفر مليارين و800 مليون في 'عيد الربيع'
زنقة 20 . الرباط
نقلت وكالة "شينخوا" الصينية، أن "شيوي تشنغ قوانغ" المتحدث باسم وزراة النقل الصينية، أعلن الخميس الماضي خلال مؤتمر صحفي عُقد ببكين أنه من المتوقع بلوغ حجم نقل الركاب 2.8 مليار نسمة خلال فترة موسم السفر بمناسبة حلول عيد الربيع التقليدي الذي يحل في الـ19 من الشهر المقبل، بزيادة 3.4% عما كان عليه في السنة الماضية.
وأكد المتحدث أن الوزارة تعمل على تعزيز التنسيق والتعاون مع وزارات أخرى لتوفير أفضل خدمات للركاب.
وتحل السنة القمرية الصينية كل سنة ما بين 21 يناير و19 فبراير, وتعد أهم مناسبة احتفالية في الصين , تستمر احتفالاتها قرابة أسبوعين يتم طيلتها تزيين واجهات المنازل والمحال والشوارع في كل قرية ومدينة بالزهور واللافتات التي تعبر عن التهاني.
ويعود هذا التقليد الصيني لقرون خلت, (نحو القرن ال17 إلى القرن 11 قبل الميلاد), ومنذئذ ما يزال راسخا ففيه تكثر الزيارات العائلية, وتنشط الحركة الاقتصادية والتجارية, ويتعطل العمل في الإدارات والمؤسسات التعليمية.
وأبرز مشكل اعترض الاحتفالات بالسنة الصينية الجديدة تمثل في اكتظاظ وسائل النقل, إذ شهدت العديد من المدن خلال الأسبوعين الأخيرين صعوبات في تنقل المسافرين الذين ظلوا متكدسين بالآلاف داخل محطات القطارات, في حين لم تستطع شركات الطيران المحلية تلبية الطلب الكبير رغم مضاعفة رحلاتها.
وغالبية الركاب من الزائرين للأهل والأقرباء من العمال الفلاحين الذين يعملون ويمارسون التجارة في المدن ويبلغ عددهم 140 مليون, وطلاب الجامعات المقيمين في جامعاتهم وعددهم 20 مليون.
وتبدأ الاستعدادات لاستقبال العام الجديد في الصين قبل أسابيع من المناسبة , إذ يخرج الناس إلى المتاجر لشراء مواد العيد الخاصة بتحضير أطباق الأكل, واقتناء الملابس والأحذية الجديدة للأطفال والهدايا للمسنين في العائلة والأقرباء والأصدقاء, ثم غسل وتنظيف البيت والغرف والمفروشات وشراء الملابس الجديدة وتنظيف المنازل من الطقوس الأساسية في الاحتفال, إذ يرمزان بالنسبة للمواطن الآسيوي نبذ البالي وامتصاص الجديد, والتعبير عن عزم الأسرة منع الفقر من دخول بيتها.
ويتم تزيين البيوت وإلصاق شعارات عيد الربيع المكتوبة بالحبر الأسود على ورق أحمر على حلوق النوافذ والأبواب, وهناك من يلصق صورة ل "إله المال" على الأبواب وكلمة "السعادة" باللغة الصينية بشكل مقلوب رمزا لوصول السعادة إلى البيت, كما يعلق فانوسان لونهما أحمر أمام الباب الرئيسي للبيت. وعلاوة على ذلك يعد تفجير الألعاب النارية من عادات عيد الربيع في الصين, بقصد إبعاد الشياطين وطلب البركة كما يفيد الموروث الثقافي المحلي.
وقد رخصت السلطات الصينية هذه السنة ببيع الألعاب النارية بعد أن حظرتها خلال السنوات الماضية بسبب الإصابات الخطيرة التي أحدثتها في صفوف السكان جراء سوء الاستعمال.
وتولي كل عائلة صينية اهتماما بالغا لعشاء عشية السنة القمرية والذي تعتبره أهم وجبة في السنة, وتستغرق أعمال تحضير هذه الوجبة لدى عائلات كثيرة عدة أيام.
وبحلول عشية السنة القمرية, يتم وضع العديد من الأطباق الشهية على المائدة ويجلس جميع أفراد العائلة حولها يأكلون ويتحدثون بفرح ومرح الى وقت متأخر... وفي صباح اليوم الأول من عيد الربيع يرتدي الجميع ملابس جديدة, ثم يقدمون التحية للمسنين أولا, ويتبادلون الهدايا.
وحسب وسائل الإعلام الصينية فان السنة القمرية الحالية أطول من غيرها بشكل ملحوظ, فهي تبدأ في 29 يناير الحالي وتستمر لمدة 385 يوماً حتي 17 فبراير 2007 وتتضمن شهرا إضافيا يصادف بين الشهرين السابع والثامن ويومي "ليشون", أي بداية فصل الربيع في 4 فبراير 2006 واليوم نفسه في العام 2007. ويعتقد الصينيون أن السنة التي تحمل يومين لبداية فصل الربيع ويكون عدد أشهرها أطول من السنة العادية بشهر إضافي سنة مماثلة للزواج, ويعتبرون أن سنة 2006 سنة نموذجية لأنها أيضا سنة الكلب المعروف بالوفاء والطاعة.
ويولي الصينيون أهمية بالغة للسنوات القمرية ويعتقدون أنها تؤثر على حياة الإنسان, ويحرصون على استقراء طالعهم كل بداية سنة لاعتقادهم بأهمية ذلك في تسيير شؤونهم الحياتية بأدق تفاصيلها الصغيرة في سائر المجالات سواء الصحية أو الاجتماعية والاقتصادية وحتى في مجالات أخرى مثل والرياضة والزواج والإنجاب.
وتتجدد الدورة القمرية في علم الفلك الصيني مرة كل 12 عاما, حيث يمثل العام بأكمله بحيوان واحد فقط , وأحدث الدورات القمرية الصينية بدأت في عام 1996, وتتوزع أسماء الحيوانات ال 12 عليها على الشكل التالي : "الفأر 1996" "الثور 1997" "النمر 1998" "القط 1999" "التنين 2000" "الثعبان 2001" "الحصان 2002" "الخروف 2003" "القرد 2004" "الديك 2005" "الكلب 2006" "الخنزير 2007".
وترجع الأسطورة الصينية هذا التقويم والتوزيع ل "الاله بوذا" الذي رأى في إحدى المرات أن بلاد الصين بحاجة إلى عملية شاملة لإعادة تنظيمها لكنه لم يقبل أن ينفرد باتخاذ القرار فانتظر حلول العام الجديد لتوجيه الدعوة إلى جميع الحيوانات لاستشارتهم, غير أنه لم يحضر منهم سوى 12 حيوانا فقط, حيث كان أول القادمين هو الفأر العابث ثم الثور الهائج ثم النمر الرشيق ثم القط الحذر ثم التنين الأنيق ثم الحصان الأصيل ثم الخروف الظريف ثم القرد المهرج فالديك المغرور ثم الكلب الوفي فالثعبان الماكر فيما كان آخر الواصلين الخنزير البطيء.
وعقد الإجتماع برئاسة بوذا وأقر صياغة برنامج لإعادة تنظيم بلاد الصين يشمل من ضمن بنوده تقويما لحساب الزمن تم اعتماده رسميا من قبل بوذا وأراد من خلاله تكريم الحيوانات الوفية التي لبت دعوته وشاركت في ذلك الاجتماع التاريخي فرتب السنوات طبقاً لوصول الحيوانات وجعل الدورة الفلكية 12 عاماً تأسيا برقم 12 الذي يرمز إلى عدد الحيوانات المشاركة فيه.