المَلك يُهنئ ما تبقى من قادة 'اتحاد المغرب العربي' في ذكراه الـ26
زنقة20 . وكاات
قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن الاستجابة لبناء الاتحاد المغاربي (المغرب العربي) أصبحت ضرورة اقتصادية واجتماعية، ومطلبًا أمنيًا ملحًا في ظل الظرفية الدقيقة التي تمر بها المنطقة المغاربية ومحيطها الإقليمي والدولي.
جاء ذلك في برقيات تهاني بعث بها الملك محمد السادس لقادة دول المغرب العربي بمناسبة حلول الذكرى 26 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، أوردتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية اليوم الثلاثاء.
وقال العاهل المغربي بهذه المناسبة إن "الاستجابة لبناء الاتحاد المغاربي، لا تستند فقط إلى وحدة التاريخ وحتمية المصير المشترك، بل أصبحت ضرورة اقتصادية واجتماعية، ومطلبا أمنيا ملحا في ظل الظرفية الدقيقة التي تمر بها منطقتنا المغاربية ومحيطها الإقليمي والدولي".
وجدد التأكيد على "الايمان الراسخ" للمغرب "بحتمية تجسيد الخيار الاستراتيجي الذي يمثله بناء صرح اتحادنا المغاربي، والعمل من أجل التنسيق والتشاور والتعاون لتفعيل مؤسساته، بما يلبي آمال شعوبه في تحقيق الاندماج والتنمية الشاملة والعيش الكريم".
وأضاف: "إننا مطالبون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالنهوض بعملنا المشترك وتجديد العزم من أجل انعقاد الدورة السابعة لمجلس رئاسة الاتحاد (لم يحدد موعدها)، لاتخاذ القرارات الكفيلة بوضع خارطة طريق للعمل المغاربي للمرحلة القادمة، والدفع به قدما لكي يصبح قطبا سياسيا وتكتلا اقتصاديا فاعلا في الساحة الدولية".
وأكد الملك محمد السادس على أن "تحقيق هذا الهدف المغاربي المشروع لن يتأتى، بطبيعة الحال، إلا بتجاوز حالة الجمود الذي يرهن مستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية، والعمل في جو من الإخاء والثقة المتبادلة وحسن الجوار، في احترام تام لخصوصيات بلداننا وثوابتها الوطنية، والتزام بروح معاهدة مراكش التاريخية".
وختم العاهل المغربي رسائله إلى قادة الدول المغاربية بالتضرع إلى الله "أن يلهمنا جميعا التوفيق والسداد لتحقيق الأهداف المنشودة من هذا الصرح المغاربي الاستراتيجي، وتجسيد تطلعات شعوبنا إلى الوحدة والتكامل والاندماج في ظل الأمن والطمأنينة والاستقرار".
ويعود تاريخ تأسيس اتحاد المغرب العربي إلى 17 فبراير/شباط 1989 بمدينة مراكش بالمغرب، إلا أن الصراع حول إقليم الصحراء وتباين المواقف بين المغرب والجزائر حول هذه القضية أدى إلى تجميد عمل هذا الاتحاد، حيث لم يعقد أية قمة منذ عام 1994.
ووقعت عدة أزمات في العلاقات بين المغرب والجزائر حول إقليم الصحراء، جنوب المغرب، الذي تراه الرباط جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وتتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو، التي تنازع المغرب، هذا الإقليم.
ولا تزال الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ سنة 1994 رغم محاولات عدة لإعادة تطبيع العلاقات بين الجارتين. ويهدف الاتحاد إلى فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.
ويضم الاتحاد 5 دول هي موريتانيا، والمملكة المغربية، والجزائر، وتونس، وليبيا، وتمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي، ووقع المؤسسون على ما سمي بـ"معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي".