فيديو: رشيدة عكي.. "المرأة الحديدية" التي إخترقت مهنة ظلت حكرا على الرجال
زنقة 20
بصوت جهوري وثقة كبيرة في النفس قل نظيرها، تنادي رشيدة عكي، سائقة سيارة الأجرة أو "المرأة الحديدية"، بمحطة وقوف سيارات الأجرة الكبيرة بقرية سيدي موسى بسلا، عن الزبناء الراغبين في التوجه نحو مدينة الرباط.
وتعرف، رشيدة، التي تجاوزت العقد الرابع من عمرها، لدى سائقي سيارة الأجرة الكبيرة ب"المرأة الحديدية"، حيث ولجت مهنة ظلت إلى حين حكرا على الرجال. فبفضل إصرار وعزم كبيرين تمكنت بعد ثلاث سنوات من ممارسة مهنة السياقة، من إثبات ذاتها كسائقة مهنية متميزة، تحظى باحترام الزبناء والسائقين على حد سواء.
وفي شبه بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، وبنبرة صادقة وعفوية، تقول رشيدة عكي "قبل ثلاث سنوات وبعد انفصالي عن زوجي ومن أجل إعالة أبنائي الثلاثة الذين لا يزالون في سن التمدرس، قررت الخروج بحثا عن مورد رزق يساعدني على تحمل أعباء الحياة، وتبادر إلى ذهني خوض مغامرة مزاولة سياقة سيارة الأجرة الكبيرة وذلك انطلاقا من ولعي وشغفي بهذه المهنة رغم المشاكل التي يعاني منها مهنيو القطاع".
وتتحدث "المرأة الحديدية" التي تنظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير، عن المضايقات التي تعترضها من حين إلى آخر من بعض الزبناء، مستحضرة محاولة الاعتداء التي تعرضت لها في بداية مشوارها والتي لم تثنيها عن مواصلة مشوارها بكل جدية وتفان، شعارها في التعامل مع الآخر، التسامح والتعامل بروية وحكمة وهو ما منحها شحنة إضافية لمواصلة مسيرتها.
وتسترسل رشيدة في بوحها "عملي على متن سيارة الأجرة، واحتكاكي اليومي بزبناء من مختلف الأعمار والمشارب، أشاركهم رغما عني همومهم ومشاكلهم، وتطلعاتهم، علمني أن النجاح في الحياة هو كفاح وكد ومثابرة وأيضا اهتمام بالآخر والإنصات إليه". وتتطلع رشيدة عكي، التي تقوم أيضا في بعض الاحيان بنقل الزبناء بين المدن حسب الطلب، إضافة إلى الانتقال اليومي بين مدنيتي سلا والرباط والتجول وسط أحياء سلا، إلى الحصول على مأذونية لتتمكن من إعالة أبنائها ومواصلة الطريق الذي اختارته.
وفي شهادات لسائقي سيارة الأجرة بمدينة سلا، يرى حسن الدكالي أن السيدة رشيدة عكي رغم ولوجها لقطاع متعب وصعب يعاني من مشاكل على مستوى التنظيم، إلا انها تمكنت بجديتها وتفانيها من إثبات ذاتها كسائقة مهنية محترفة تحظى باحترام جميع السائقين، الذين لا يتوانون في تقديم يد المساعدة والدعم لها كلما احتاجت لها. لم تبد السيدة رشيدة، يقول أحد السائقين، يوما ما تذمرها، وهي تنتظر دورها شأنها في ذلك شأن باقي زملائها في محطة وقوف سيارات الأجرة لتقل الزبائن، "إنها جرأة كبيرة أن تختار هذه السيدة مهنة سائقة سيارة أجرة بمتاعبها ومشاكلها من بين مهن متعددة".
وتبقى رشيدة عكي واحدة من بين نساء أخريات، اخترن مهنا كانت في ما مضى من الزمن حكرا على الرجال، إما بسبب ظروفهن الاجتماعية أو شغفهن الذي لم يحل دون هذا الاختيار.