هل ينجحُ "البام" في تصحيح سوء الفهم لدى جنوب إفريقيا وتبديد الغيوم في سماء العلاقات السياسية معَ المغرب؟
زنقة 20
في الوقت الذي تعرفُ فيه العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجنوب إفريقيا، جموداً مُنذ أزيد من عقدين من الزمن، بعد إعترافها بجبهة "البوليساريو"، الداعية إلى إنفصال المغرب عن صحرائه، وقعَ حزب الأصالة والمعاصرة مذكرة تفاهم و تعاون مع حزب المؤتمر الوطني الافريقي (الحزب الحاكم بجنوب افريقيا) زوال يوم الإثنين 16 مارس 2015 بالمقر الجهوي للحزب بجهة الدار البيضاء الكبرى.
وووقع عن حزب الأصالة والمعاصرة صلاح الدين أبوالغالي منسق اللجنة المشتركة للصداقة المغربية الجنوب إفريقية، وعبد الرحيم بن الضو رئيس اللجنة الجهوية للإنتخابات، وعن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي روبرت رودي منسق لجنة الصداقة الجنوب الإفريقية المغربية وطوبي زوما عضوة المكتب السياسي ونجلة رئيس دولة جنوب إفريقيا، وكولي رادي مسؤول الشؤون الخارجية داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
و قد عرف هذا اللقاء حضورا قويا للقيادات الحزبية البامية يتقدمهم نائب الأمين العام للحزب إلياس العماري، الذي أعربَ عن ترحيبه الحار بضيوف الحزب و دعاهم لمزيد من التواصل الفعال لتوضيح الرؤى، والإطلاع على حقيقة ملف الوحدة الترابية بعيدا عن الإشاعات المغرضة التي تخالف الواقع على الأرض .
ووصف إ لياس العماري المباحثات الثنائية التي جمعت مسؤولي الحزبين بالصريحة والصادقة، خاصة وأنها تطرقت بشكل جدي لمختلف وجهات النظر المتقاربة والمتضاربة.
وأكدَ مصدر خاص لـموقع "زنقة 20"، أنَ الوفد الحزبي الجنوب الإفريقي الذي يحلٌ ضيفاً على حزب الأصالة والمُعاصرة، بدعوة من إلياس العماري، نائب الأمين العام للحزب.
وكانَ إلياس العماري، الذي يُوصف بالقيادي السياسي النافذ في دواليب الدولة المغربية، قد ربطَ علاقات صداقة معَ عدد من السياسيين بدول ظلت بعيدة دبلوماسياً معَ المغرب، على غرار الباراغواي، فينزويلا، إثيوبيا وجنوب إفريقيا.
و من جهتهم، رحب الوفد الجنوب افريقي بالتوضيحات التي قدمت له طوال فترة المباحثات التي استمرت يومان، وأشاد بحفاوة استقبال حزب الأصالة والمعاصرة، ومثابرته وصدقه في الدفاع عن قضايا الوطن المغربي، وحماسه في تحسين العلاقات الدولية على أساس من الحوار البناء.
وتعهد الوفد الجنوب إفريقي بأنه سيكون سفيرا للمغرب لدى حزبهم بجنوب إفريقيا لإثارة هذا الملف وكذا تعزيز العلاقات و النهوض بها إلى مستوى يطمح إليه الشعبين المغربي والجنوب أفريقي.
و توجت المحادثات الثنائية بين قيادة الحزبين، بالتوقيع على مذكرة تفاهم وتعاون بين الهيئتين الحزبيتين، في أفق الرقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أفضل، تناغما مع المصالح المشتركة للشعبين المغربي والجنوب إفريقي.
وتحتوي مذكرة التفاهم على خمسة مواد رئيسية تروم تعزيز التعاون وحسن التفاهم، و تقوية الزيارات وتبادل الخبرات في المجالات الإقتصادية والثقافية والرياضية والبحث العلمي والمجتمع المدني.
و للإشارة فإن اللجنة المشتركة للصداقة المغربية الجنوب إفريقية ستسهر على تنفيذ بنود مذكرة التفاهم بما يساهم في تبديد الغيوم في سماء العلاقات السياسية بين البلدين.