قناة هولندية تكشف أن ألاف السياح من مختلف أنحاء العالم يرفضون العودة الى المغرب بسبب المُتسولين و النصابين بمراكش
زنقة 20
أعاد برنامج تلفزيوني هولندي، تم بثه أخيراً حول بعض مظاهر الاحتيال التي يتعرض لها السياح الأجانب في المغرب، إلى الواجهة قضية النَّصب السياحي التي يعاني منها هذا القطاع، حيث تتنامى وقائع الاحتيال على بعض السياح بطريقة أو بأخرى خاصة في المدن السياحية الكبرى.
وتنقل عدد من وسائل الإعلام والصحف المغربية قصصاً من الاحتيال على السياح من طرف بعض الباعة أو المرشدين غير المُرخَّص لهم، مستغلين "جهل" السياح بالكثير من المعطيات المرتبطة بالمجتمع، ومن ذلك بيع زرابي قديمة (مفارش ووسائد يتكأ عليها) على أنها تنتسب إلى القائد التاريخي طارق بن زياد.
وكشف البرنامج الذي بثته القناة السادسة الهولندية واعتمد على الكاميرا الخفية، مشاهد النصب والاحتيال التي يلجأ إليها البعض في مراكش، إحدى أبرز المدن السياحية بالمغرب، خاصة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي يتجمع فيها المئات من السياح يومياً على مدار السنة.
وعرضت كاميرا البرنامج نماذج من الاحتيال الذي يطال عدداً من السياح، ومنها بيع زرابي بمواصفات معينة للسياح على أنها أثرية تعود إلى حقبة زمنية قديمة تصل إلى 500 سنة.
وكشف البرنامج أن الزرابي المزوّرة تتعرض لسكب كميات كبيرة من زيت الزيتون عليها، ثم توضع تحت أشعة الشمس أسبوعاً واحداً، ليتم غسلها بعد ذلك وتجف، فيتم عرضها للسائح على أنها زربية تاريخية صاحبها أحد القادة التاريخيين، من قبيل طارق بن زياد أو غيره، فيصدق السائح هذه الحيلة التي تنطلي عليه بسهولة.
ويحكي بعض التجار القدامى في ساحة الفنا بمراكش عن واقعة شهيرة حدثت منذ سنوات تؤشر إلى مدى دهاء بعض المحتالين، حيث إن بائعاً شهيراً بدهائه استطاع بيع سلهام (لباس مغربي يشبه الجلباب) أسود اللون لمجموعة من السياح بعد أن أقنعهم بأنه سلهام كان يرتديه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ويمارس المحتالون نفس الحيل على الأواني الخزفية التي تُعرض للبيع للسياح، حيث يلجأ البعض إلى بيعها على أساس أنها أوانٍ تاريخية بعد أن يضيفوا إليها بعض الإكسسوارات التي تعطيها طابعاً نادراً، وكذلك الأمر بالنسبة للزيوت التي يتم الغشّ في طبيعتها لتبدو زيوتاً مبهرة ذات فعالية ناجعة في شفاء عدد من الأمراض.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عمر الكتاني لـ"العربية.نت" إن السياحة المغربية قد تتأثر سلباً بوجود مثل هذه الظواهر السيئة التي تجعل السائح يُعيد التفكير مراراً قبل العودة ثانية إلى المغرب، فضلاً عن أن هذه الانطباعات السلبية تنتقل من سائح إلى آخر، فتتكون بذلك صورة غير إيجابية عن البلاد.
وتابع أن تعدد حالات الاحتيال والنصب على السياح يؤثر في اتجاه عدم رجوع الكثير من السياح.