رغم التوتر في مصر و تونس و تركيا و الحرب في سوريا .. المغرب لم يستقطب سياح هذه الوجهات لعجز مخططات وزارة السياحة الفاشلة
زنقة 20 . وكالات
في الوقت الدي تدحرجت فيه السياحة بكل من تونس و مصر الى مستويات قياسية، بسبب التوترات السياسية بالبلدين الأكثر جادبية للسياح بشمال أفريقيا، ضل المغرب حسب أخر الاحصاءات الدولية، مستقراً بل تراجع على المستوى السياسة الأجنبية، فيما عرفت السياحة الداخلية، تطوراً طفيفاً.
و كانت السلطات الروسية قد اوصت وكالات السفر بوقف تنظيم رحلات سياحية الى مصر في حين تم بيع اكثر من 50 الف رحلة حتى نهاية اب/اغسطس وللخريف المقبل، كما قال مسؤول في القطاع الجمعة. واوصت المنظمة الروسية للسياحة مساء الخميس وكالات السفر بوقف بيع رحلات سياحية منظمة الى مصر حتى تعود الاوضاع الى طبيعتها في هذا البلد.
ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن مايا لوميدزي مديرة منظمة وكالات السفر الروسية قولها ‘انه تم بيع رحلات سياحية (الى مصر) حتى نهاية ايلول/سبتمبر واحيانا لشهر تشرين الاول/اكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر. يمكن ان يكون اجمالي عدد الرحلات التي تم بيعها 50 الفا’.
واضافت ان ‘متوسط كلفة رحلة سياحية عن كل شخص تصل الى 600 او 700 دولار وهذا سيفضي الى ربح فائت للشركات السياحية (في حال الالغاء) قد يصل الى 35 مليون دولار’.
واوصت وزارة الخارجية الروسية الخميس رعاياها بالامتناع من السفر الى مصر بسبب ‘الاضطرابات’ التي تطال المناطق السياحية. وقالت المنظمة الروسية للسياحة ان اكثر من خمسين الف سائح روسي يزورون مصر حاليا.
من جانب أخر، انتعشت السياحة الداخلية في المغرب بشكل متوسط منتصف الصيف، مستفيدة من عودة المهاجرين المغاربة بالخارج وارتفاع أعداد الوافدين والسياح المحليين، وتحول وجهات سياحية دولية صوب المغرب و لو بشكل ضعيف للغاية، ارتباطاً بحالات عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول «الربيع العربي» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأعلنت مئات الفنادق المصنفة في المغرب عن وضعية «حالة امتلاء بالكامل» ببعض المدن، فيما ارتفعت أسعار الإقامة والمنتجعات والشقق السياحية بمعدلات خيالية، وتضاعفت أسعار الوجبات الغذائية والخدمات الفندقية والنقل والترفيه بتدفق ملايين السياح على شواطئ المغرب من السيعدية على الحدود الجزائرية إلى أغادير على المحيط الأطلسي، في أكبر وجود سياحي منذ الأزمة الاقتصادية قبل سنوات.
وأبلغت المندوبات السياحية في بعض جهات المغرب عن حالات فائض في عدد المسجلين على قوائم الفنادق والمنتجعات السياحية، وأن بعض السياح يقيمون في شقق مفروشة أو في خيام على ضفاف البحيرات والشواطئ وسفوح الجبال.
بل إن المدن الداخلية ذات درجات الحرارة المرتفعة مثل فاس ومراكش وافران سجلت زيادة غير متوقعة في أعداد السياح تراوحت بين 50 و70 في المئة، بينما تجاوزت النسبة 90 المئة في المدن الساحلية مثل طنجة والفيندق وتطوان والحسيمية والجديدة والصويرة والدار البيضاء وغيرها، أبرزها من السياح المغاربة.
ورصد المكتب الوطني للسياحة ارتفاعاً في عدد السياح الآتين من بريطانيا وألمانيا وروسيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وشرق أوروبا والجزائر والخليج العربي ومصر وتونس واليابان، ويتوقع أن يفوق الوافدون 10 ملايين شخص للعام بأكمله. وكانت عائدات السياحة قدرت 30 بليون درهم في الشهور السبعة الأولى من العام، وهي عائدات بالعملات الصعبة قد تساعد الاقتصاد على التغلب على بعض شح الموارد وتغطية عجز الميزان التجاري الذي قدر بـ113 بليون درهم خلال الفترة ذاتها. وتنفق الرباط حوالى 20 بليون دولار لتطوير شبكة الفنادق والمنتجعات لمضاعفة القدرة الإيوائية إلى حوالى نصف مليون سرير سياحي مصنف قبل نهاية العقد الحالي.
وتعتبر السياحة ثاني مورد للعملة الصعبة في المغرب وثاني أكبر قطاع بعد الزراعة إذ تعيش من السياحة مليون أسرة ويوفر القطاع تسعة في المئة من الناتج الإجمالي. واعتبرت بعض المصادر أن انتعاش السياحة المغربية في الصيف، تزامن مع بداية انتعاش في الاقتصادات الأوروبية، التي تشكل مصدر غالبية السياح الأجانب، تضاف إليها حال عدم الاستقرار التي تشهدها دول منافسة مثل مصر وتونس وحتى تركيا، التي استفادت منها السياحة المغربية، رغم كونها لا تزال ضعيفة، بسبب غياب استراتيجيات دقيقة من قبل وزارة السياحة التي فشلت لحد الان، في استقطاب سياح بالملايين فقدتهم السوق التونسية و المصرية و التركية بسبب التوترات السياسية.
وجرى تغيير وجهات سياحية متعاقد عليها سلفاً إلى مدن مغربية بدلاً من مناطق غير مستقرة في بعض الدول العربية والتي يختلف فيها الموقف من السياحة بين مؤيد ومعارض. وتحرص السلطات المغربية على توفير أقصى ظروف الإقامة والأمن والاستمتاع لملايين السياح والذي جاء بعضهم إلى المغرب للمرة الأولى.
الضرر الذي أصاب القطاع السياحي في دول "الربيع العربي" كان له تأثيره الإيجابي في ارتفاع نمو النشاط السياحي في دول الخليج وعلى رأسها إمارة دبي التي وصلت نسب الإشغال الفندقي فيها بنهاية ديسمبر الماضي إلى 100%، ويقول خبراء في هذا المجال أن هذا الأمر منطقي، فمن جهة دبي باتت مقصداً سياحياً مميزاً في الشرق الأوسط، وخلال السنوات القليلة الماضية تفوقت على باقي الدول العربية، لكن الجديد في الأمر أنه وفي ظل الأزمة المالية العالمية والأوروبية حققت هذه الانتعاش نظراً لكون السياح الذين اعتادوا السفر لدول عربية مثل سوريا والأردن ولبنان ومصر وتونس غيروا وجهتهم إلى دبي.
وفي أبوظبي وخلال نفس الفترة تراوح الإشغال الفندقي مابين 90 و100%، وقدر اقتصاديون نسبة النمو في هذا القطاع خلال الربع الأخير من العام الماضي بمابين 10 و15% في الإمارات وخاصة في دبي وأبوظبي، وفي قطر ارتفع الإشغال الفندقي في ديسمبر الماضي بنحو 4% مقارنة بعام 2010، ومعروف أن نسبة هامة من الخليجيين وخاصة السعوديين عادة ماتزور مصر وتونس وسوريا ولبنان، وياتي بعدهم الكويتيون والإماراتيون وآخرون، وهذه الفئة من السياح الخليجيين اختارت التوجه لدولها الخليجية وخاصة دبي التي تحظى دائما بالنصيب الأوفر من كعكة السياحة في المنطقة بالنظر إلى سمعتها القوية في هذا المجال وإلى تطور بنيتها التحتية