في عز الأزمة الإقتصادية: وثيقة فرنسية تكشف تضاعف مهول لأموال فرنسا في المغرب
زنقة 20
كشفت وثيقة صادرة عن المصالح الاقتصادية الإقليمية للسفارة الفرنسية في الرباط، أن مخزون الاستثمارات الفرنسية المباشرة في المغرب يصل إلى 8.5 مليار يورو . وقد مثل هذا الرقم عند متم 2012 ما يفوق 40 % من مجموع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر التي تلقاها المغرب.
وأوضحت الوثيقة ،التي أوردت أرقاما مصدرها البنك المركزي الفرنسي، أن المغرب متقدم جدا عن الجزائر في ما يتعلق بالاستثمارات الخارجية الفرنسية، إذ أن 8.430 مليار أورو تمثل أكثر من أربعة أضعاف الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الجزائر، وما يقرب من 12 مرة نظيرتها في تونس، حيث لا يتعدى مخزون هذه الاستثمارات في الجارة الجزائرية 1.9 مليار يورو ، ونفس الشيء بالنسبة لتونس التي بالكاد يصل إجمالي الاستثمارات الفرنسية فيها 731 مليون يورو.
وتقول المصالح الاقتصادية الإقليمية للسفارة الفرنسية بالرباط إنه في الوقت الذي تراجع فيه مخزون الاستثمارات الفرنسية في تونس بحوالي 11 مليون أورو بين 2011 و2012 ، عرفت هذه الاستثمارات بالمقابل زيادة بمعدل 20.9 % في عام 2012 مقارنة مع 2011، حيث وصلت قيمتها خلال سنة واحدة إلى 919 مليون أورو ، وهو يؤكد المكانة التي تحتلها فرنسا كأكبر شريك تجاري للمغرب ، حيث تستولي على ما يفوق 40 % من مجموع تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI ) التي تلقاها المغرب على مدى العقد الماضي ( 2003-2012).
وفي تحليل لطبيعة الاستثمارات الفرنسية بالمغرب يتضح أن القطاع الصناعي يستولي على نصيب الأسد، إذ تمثل الاستثمارات الصناعية ما يقرب من نصف الاستثمارات الفرنسية، وتحتسب ضمنها الاستثمارات الهائلة التي ضخت في مشروع مصنع رونو طنجة وكذا الاستثمارات الفرنسية الكبرى في الصناعات الغذائية كما هو الشأن بالنسبة لمصانع سنطرال ليتيير ولوسيور كريستال.
وبلغ مجموع الاستثمارات الفرنسية في العالم في نهاية عام 2012 زهاء 1500 مليار دولار ( حوالي 1104 مليار أورو) ، لتحتل بذلك فرنسا المرتبة الرابعة ضمن الدول المصدرة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وراء كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا، وفقا للأونكتاد ( مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ) .